السلام عليكم

ارجو لكم الاستفادة و مشاركتنا باي جديد لديكم و نحن علي ثقة في اي جديد يفيدكم و يفيدنا و اتمني للجميع السعادة
مدير المدونة
طارق توفيق (مستر / طارق)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 يناير 2011

تجربة مع التربية

بحث مفصل عن التربية جاهز للطباعة


المقدمة:
التربية التي طبقتها على تلاميذي تفرض عليهم السلوك الحسن وتقدير الآخرين واحترامهم. ولقد بذلت قصارى جهدي لأن أكون لهم مثالاَ يحتذى, ولأقدم لهم دليلاً يرشدهم في هذه الحياة, ويمكّنهم من الاستمتاع بها واستثمار أفضل ما يتاح لهم من فرص. وقد لاقت هذه التربية نجاحاً كبيراً, لأنها ضرورية ليست للأطفال فقط, بل تنطبق على أي شخص, صغير أو كبير, ربة منزل أو طبيب أو سياسي..
وإنني لذو حظ عظيم لأنني عملت مع الأطفال لتطوير هذه القائمة المكونة من 55 مبدأً, لإعداد الأطفال لمواجهة المواقف المتعددة داخل وخارج غرفة الدرس, ولمنحهم الثقة للقيام بأي مهمة. لقد كنت أصطحبهم لأي مكان وأضعهم في كل موقف.
لم أكن أتصور بداية حياتي أن أعمل في مهنة التدريس. كان حبي الوحيد هو للمغامرات. أحلم باكتشاف قبور فرعونية, أو الطيران حول العالم.. ولكن بعد تخرجي وقيامي ببعض المغامرات, عُرض علي التدريس في قريتي, في فصل بقي فترة بدون مدرس بعد وفاة مُدرستهم, وكان الطلاب صعاب المراس, أكثرهم من المهاجرين والفقراء ويعانون من القصور الدراسي.
قالت لي المدرّسة البديلة: لئن أثّرتَ في حياة طفل واحد فقط فهذا نجاح عظيم.!! لقد تمعنت في هذه الجملة كثيراً. وتولد لدي العزم أن أترك أثراً في كل التلاميذ, وليس في طفل واحد. وهكذا بدأت العمل في المدرسة, بذلك الهدف, بأن أحدث تغيراً لدى كل طفل. وعندها حياتي الشخصية ستصبح مختلفة أيضاً, لأنني أمنح طلابي ما أملك من روح وطاقة.
وقضيت في هذه القرية, التي سكانها لا يتجاوزون ستمائة نسمة, سبع سنوات مليئة بالتجارب. حتى دعيت إلى زيارة البيت الأبيض مع طلابي. وقمت برحلات حول البلاد. وقمت بمشروعات اكتسبت اهتماماً عالمياً. وانتقلت بعدها إلى نيويورك.
في هذا الكتاب عرضت الدروس الخمسة والخمسين, وسردت فيها كثيراً من القصص التي تبين النجاحات والإخفاقات والعبر المستقاة. من هذه القواعد ما يعجبك فتقرر استخدامها, ومنها ما لا يعجبك



آداب اللقاء والحوار
إظهار الاحترام للآخرين ولقاؤهم بحيوية
1-التواصل البصري: بأن تركز عينيك على محدثك طوال الحديث, وإذا صدر تعليق من شخص آخر, فعليك أن تركز عليه النظر.
ففي حديثك مع رئيسك لزيادة الراتب, يأخذ كلامك محمل الجد إذا نظرت في عينيه بدلاً من التحديق في الأرض. وكذا عند تقديم اقتراح في العمل, فإنهم يدركون مدى ثقتك بنفسك واحترامك للآخرين. وقد كنتُ حريصاً على تدريب التلاميذ على ذلك في غرفة الفصل, وخاصةً أثناء جلوسهم في مجموعاتهم. وكذلك خارج الفصل, وحتى مع عمال الحراسة والمطعم. بأن يطلبوا منهم بكل أدب ويشكروهم مع التواصل معهم بصرياً.
2- الإجابة التفاعلية: قل: نعم يا سيدي, أو لا يا عمي. أما مجرد هز الرأس بالقبول أو النفي فيعتبر أمراً غير مقبول.
علينا أن نهتم بإظهار الاحترام للآخرين, والتفاعل معهم في الحديث, ونتائج ذلك رائعة. فقد كنت مرةً أتكلم بالهاتف في مناقشة فاتورة فيها خطأ, وكانت السيدة غير متعاونة. وما أن بدرت مني عبارة نعم يا سيدتي, حتى تغيرت لهجتها كليةً, وخفّضت الفاتورة أكثر مما توقعت. ومثل ذلك حصل مع طلابي في مقابلات شخصية.
3-سؤال بسؤال:إذا طُرح عليك سؤال (لطيف) فعليك أن تجيب عليه, ثم تطرح بالمقابل سؤالاً مشابهاً. على سبيل المثال, إذا سُئلتَ:هل استمتعتَ بعطلة نهاية الأسبوع؟ فليكن الجواب: نعم لقد قضيتُ وقتاً رائعاً.. وماذا فعلتَ أنت؟ هل استمتعت بالعطلة؟ لأن حسن الخلق أن تُبدي للآخرين أنك مهتم بهم, كما يهتمون بك.
إن كثيراً من الكبار تنقصهم هذه المهارة, فيحتكرون الحديث ولا يسألون الآخرين عن أحوالهم, ولا يهتمون بمشاعرهم.
كنتُ أدرب الطلبة على ذلك, فإذا سألتُ أحدهم عن العطلة, ولم يجبني بسؤال مشابه, استدعيته قائلاً: لقد أظهرتُ لك أني مهتم بك, وبدلاً من أن تُظهر لي نفس الدرجة من الاهتمام, أسرعتَ إلى مقعدك!!. فلنحاول أن نعيد ما حدث.
وفي مقابلات الطلبة, سئلوا عن أسماء مؤلفين يفضلونهم. وبعد الإجابة, كان الطالب يسأل بدوره: هل هناك مؤلفون آخرون تهتم بهم؟ مما أعطى انطباعاً رائعاً عنهم.
4- احترام تعليقات وأفكار الآخرين, سواء اتفقت معهم أم لا. والمبادرة بأقوال, مثل: إنني أتفق مع يوسف..وأنا أيضاً أشعر بنفس شعورك.. أو: إنني لا أتفق مع سارة.. صحيح أنها جاءت بفكرة جيدة, ولكني أشعر أن.. أو: أعتقد أن يحيى جاء بملحوظة رائعة جعلتني أدرك أن..
هذا المبدأ يجب أن يسود كل الاجتماعات, وحتى موائد الطعام, لخلق جو يسمح للجميع بالتعبير الحر, والخروج بأفكارهم إلى الوجود, بدون سخرية, أو تجاهل. ومن الضروري تعليم التلاميذ كيف يقول كل منهم للآخر أوافق أو لا أوافق, ويتناولون آراء الآخرين بالاحترام. نحن بحاجة لسماع آراء الجميع, ومن طبيعتنا البشرية أن نختلف. ولكن هناك طريقة صحيحة للتعبير وإظهار المشاعر. ولقد لاحظنا أثناء تدريب الطلبة أن العديد منهم كانوا يسمعون ذلك للمرة الأولى. وبعد مدة أصبحنا نسمع كلمات جميلة مثل: إنني أقدر كثيراً ما تقوله.. يا إلهي, إنها فكرة عظيمة.. إنني لم أفكر في هذا الأمر... وقد اندهش زوار المدرسة كثيراً للطريقة التي يستمع بها التلاميذ للأفكار خلال النقاش, والتقدير المتبادل للتعليقات والآراء.
لعبة نط الحبل: لاحظت أن التلاميذ تحترم كل من يتميز في لعبة نط الحبل, لذلك حاولت إجادة هذه اللعبة, وكررت المحاولة مرات لمدة أشهر, وهم يسخرون مني. ثم بدؤوا يتعاطفون معي وأنا مستمر. وعندما جرحت جبهتي, أحاط بي الأطفال, وقالوا: إنهم يثقون بي, ويشعرون أنني قادر على النجاح وتجاوز المحنة, وأصبحوا بعدها يساعدونني كثيراً, ويقدمون لي النصائح. حتى نجحت أخيراً, فصاح الأطفال مهللين, في غاية الحماس, وتحسنت علاقاتنا, بعد أن أتقنت اللعبة.
وفيما بعد عندما كنت أقوم بتدريس أي موضوع يبدو صعباً, أقول لهم: أنتم تدركون أنني كنت غير قادر على لعبة نط الحبل, وقد كنتم تثقون بي وتشجعوني, حتى نجحت. والآن وأنتم لم تستطيعوا استيعاب الدرس, إنني أثق بكم وأدرك أنكم ستنجحون. إن علينا توفير بيئة تعاونية, يبدي كل فرد فيها تقديره للآخرين, ويعمل على تكوين عالم يدفع أفراده لتحسين أدائهم
التعارف وإلقاء السلام وحفظ الأسماء
5-التعرف بسرعة على مدرسي المدرسة, وتحيتهم بأسمائهم دائماً. عم صباحاً يا أستاذ يوسف..
يدهشني أن أناساً لا يعرفون أسماء جيرانهم, أو أسماء زملائهم في العمل. وأتمنى من تلاميذي أن يتعلموا عبر مسيرة الحياة, كيف يتعرفون على الناس الذين معهم, ويبدؤونهم بالسلام. وأن يتعرفوا على أولئك الذين بدؤوا عملهم معهم ليشعروهم بالراحة, وأنهم محل ترحيب. ومن الطريف أن يتعرف التلاميذ على المدرسين, ويتجاذبوا معهم أطراف الحديث.
6-مقابلة لائقة للزوار والجدد: إذا قدم أحد لزيارة فصلنا, فسنرسل إليه عند الباب الأمامي للمدرسة تلميذين, وسنرفع لافتة ترحب بالزائر. وعندما يصل الزائر, فعلى التلميذين أن يصافحاه, ويعرفاه بأنفسهما ويرحبا به. ثم يصحباه في جولة في المدرسة قبل إحضاره إلى الفصل.
وهذا الأسلوب يجعل الزائر يشعر بالراحة في المكان الجديد, وخاصة رجال الأعمال. وهذا المبدأ يشمل المدارس وخارجها, والزيارات والحفلات. وهذه العملية تحتاج إلى الكثير من التدريب, وقد كان من عادتي أن يبقى معي مجموعة من التلاميذ, بعد انتهاء اليوم الدراسي للتدرب على تلك الجولة, وعلى طرق الترحيب, والمعلومات التي يقدمونها للضيف.
وأذكر أني شعرت بالغربة عندما انتقلت إلى مدرسة ثانوية جديدة, لا أعرف فيها أحداً. وأكثر شيء كنت أهابه هو وقت تناول الغداء. ولحسن الحظ فإن إحدى الطالبات عرفت أنني مستجد, وأصرت عليّ أن أتناول الطعام معها ومع أصدقائها.
7-تكوين صداقات واسعة:إننا أسرة واحدة, ويجب أن نعامل بعضنا بعضاً باحترام وحب وتراحم؛ فلا تحاول أن تحجز بعض مقاعد غرفة الطعام, وإذا رغب أي شخص في الجلوس, فامنحه الفرصة.
إنني أطلب من التلاميذ, منذ بداية العام, أن يكوّنوا صداقات مع كل زملائهم, ولا يقتصروا على مجموعة منتقاة. إنهم ليسوا مجبرين على حب كل فرد في الفصل, ولكن نحرص على معاملة كل شخص معاملة يسودها الرحمة والحنان والاحترام, بغض النظر عن مشاعرنا تجاه الشخص أياً كان. ومن المهم أن نحرص على قبول الآخرين وأصدقائهم, ونشركهم في ممارسة الأنشطة. ولا نترك أحداً معزولاً في أي مكان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق