السلام عليكم

ارجو لكم الاستفادة و مشاركتنا باي جديد لديكم و نحن علي ثقة في اي جديد يفيدكم و يفيدنا و اتمني للجميع السعادة
مدير المدونة
طارق توفيق (مستر / طارق)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 يناير 2011

التعليم عن بعد وفق البيداغوجيات الحديثة

..يعتبرالتعليم والتعلم من الأسس التي نادت بها كل التربويات على اختلاف مرجعياتها ، سواء الحديثة أو التقليدية، فهو يمثل صيغة تربوية ذات إمكانات واسعة تمكن المتعلّم من مراجعة
بنيته المعرفية وإعادة ضبط صلته بالمعرفة باستخدام برامج للتعلم وخطط للتدريس وتعتمد أقل من ذي قبل على نقل المعلومات وتوجيه المتعلّم وتمكن الطالب من ممارسة التعلّم الذاتي
وفي دراسة تحليلية لمفهوم التعلّم المفتوح عن بعد في ضوء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أعد مجموعة من الباحثين دراسة تتعرض إلى التغيرات التي يمكن أن تطرأ على التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد في ضوء تقنية المعلومات والاتصالات.

مفهومالتعليم المفتوح

الدراسة تناولت تعريف مفهوم التعليم المفتوح والتعرض لنظام التعليم عن بعد والنتائج العملية التي تعود من جراء التحول من التدريس التقليدي الى هذا النوع من التعلّم.
وأشار الباحثون إلى أن مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبعض المصطلحات المرتبطة به وهي النص المتفاعل، الوسائط المتفاعلة، الدائرة المشتركة.
كما تناولت أيضاً العلاقة بين المعرفة كعملية عقلية ومفهوم التفاعلية وأهمية التفاعل ونظرية السرعة المعرفية في نظام التعلّم عن بعد.
وأكدوا أن التغيرات التي تطرأ على المجتمع في أشكال الحياة وفق ثورةالمعلومات التي نعيشها الآن تفرض عليه فلسفة قوامها الاعتراف بحق المتعلّم في اختيار نوع التعليم الذي يتوافق مع قدراته واستعداداته وتحديد مستقبله، كما أضافت هذه التغيرات اتجاهات وقضايا تدور ليس فقط حول التفاعل بين المتعلّم والمعلم ولكن التفاعل بين المتعلّم والمعرفة.
وبهدف جعل هذه الإستراتيجية أكثر واقعية وأقرب إلى التطبيق، فإنه لابد من التأكيد على بحث الوسائل التي تساعد المتعلّم على الوصول إلى مصادر المعرفة بسهولة ويُسر من أجل إرساء تربية تحررية وتمكينها من مجابهة خصائص المتعلّم بأسلوب التفاعل المثمر الذي يكفل للمتعلم سلوكاً يتسم بالاستقلالية والمسئولية حيث إن النمو السريع للوسائط المتعددة والنمو الفلكي للانترنت.
والتآزر السياسي والشعبي للطريق السريع للمعلومات، خلق أسواقاً جديدة وإمكانات عالية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات حيث تجاوزت المبيعات السنوية للأقراص الممغنطة وألعاب الفيديو 15 مليار دولار.
وأكد الباحثون فيالدراسة انه حينما نتحدث عن التعلّم المفتوح فإنه يشار بذلك الى نوع من التعليم أكثر انفتاحية من أنواع التعلّم الأخرى واضعين في الاعتبار نوع التعلّم الآخرالمقابل والذي يمكن أن يعرف على انه التعلّم التقليدي. ويوصف التعليم المفتوح بأنه التعلّم الذي يحدث تحت ظروف يكون فيها المتعلّم متحكماً بدرجة عالية في أبعاد المكان والزمان والمحتوى وطرق التدريس ولتوضيح ما يُقصد بالتعلّمالمفتوح.
وأشارت الدراسة الى بعض المعالم الرئيسية الخاصة بالتعليم المفتوح وهي:

معالم التعليم المفتوح:
إنه في هذا النوع من التعلّم يأخذالمتعلّم دور القيادة في تحديد ما يرغب معرفته ويتلقى مساعدة من موجه أو متعلم آخر لديه المعرفة الكافية عن وسائل جيدة لتنقيح وتوصيل أهداف التعلّم.
ويمارس المتعلّم مستويات من التحكم في كيفية التعلّم من خلال قراءة نص أو الاستماع إلىمحاضرة أو من خلال ممارسة عمل تطبيقي، إضافة لذلك فإن التعليم مجدول ومكون بطريقة تلاءم المتعلّم، فقد يحتوي على مواعيد الانتهاء من إنجاز هدف التعلّم ومواعيد وجداول أنشطة التعلّم.
كما يستخدم التعلّم المفتوح التقنيات الخاصة بالتعلّم الذاتي مثل الفيديو والبرامج الصوتية وبرامج الكمبيوتر وغيرها.

التعليم عن بُعد أما بخصوص التعليم عن بعد، فهو شكل من أشكال التعلّم حيث لا توجد قيود جغرافية بين المتعلّمين والمرشدين ويتضمن التعلّم عن بعد إمكانات خاصة توفرها وسائط الاتصال مثل التلفزيون والراديو مع استخدام مصادر حزم التعلّم الخاصة بمقررات دراسية.
ويتطلب التعلّم عن بعد كميات وفيرة من الأعمال التربوية التي يجب أن تعد أو التي أعدت فعلاً بواسطة المرشدين والمؤلفين ومصممي برامج المقررات الدراسية وغيرهم.
وتؤكد الدراسة أن موضوع التربية والتعلّم عن بعد يشير الى الأشكال المختلفة للدراسة على جميع المستويات والتي لا تتضمن إرشاداً مباشراً ومستمراً بين مرشدين متواجدين مع الطلاب في قاعات المحاضرات أو في المواقع نفسها، ومع ذلك فإن الطلاب يحصلون على ما يبغون من نظام التخطيط والإرشاد.

نتائج التعلّم عن بعدويمكن على ضوء ما تقدم تلخيص نتائج العملية للتعلم عن بعد باختزال الوقتوالتكاليف الخاصة بالانتقال من المنزل أو العمل وكذلك اختزال تكلفة التدريس بنظام «وجهاً لوجه» وزيادة تكلفة أعداد المقررات الناتجة عن التحول من التدريب بنظام «المواجهة» الى التعلّم القائم على المصدر والتقنيات الحديثة وكذلك التحكم في استغلال الوقت بالنسبة للمتعلم والمرشد وخصوصاً حينما لا تكون هناك حاجة الى التزامن بين المرشد والمتعلّم أو التفاعل بين المتعلّم والمعلم.
السرعة المعرفية وتناولت الدراسة من جانب آخر أهمية التفاعل ونظرية السرعة المعرفية في نظام التعلّم عن بعد.
وأشارت الى أن التفاعل هو القضية الرئيسية التي تواجه مصممي برامج التربية عن بعد حيث بينت الدراسات الحديثة أن فقدان هذا العامل هو أحد المعوقات الأساسية في مجال التربية عن بعد، فغياب الاتصال التقليدي بين المعلم والطالب يجعل برامج التربية عن بعد غير مقبولة، فهناك اتفاق يكاد يكون عاماً بين الباحثين بأن الناس يحتفظون بحوالي 20 بالمائة مما يسمعون و40 بالمائة مما يرون ويسمعون و75 بالمائة مما يرون ويسمعون ويعملون.
وبالتالي فإن التفاعل الذي يدمج الرؤية والسماع والعمل يلعب دوراً مهماً وحاسماً في برامج التعلّم عن بعد ولذلك كان تزويد هذه البرامج بالوسائل التي تضمن قيامه بهذه الوظيفة يعتبر من الأمور الأساسية.

التفاعل المعرفي:
وبناء على ذلك فإن الحاجة الماسة الى التفاعل توضحه السرعة المعرفية والتي تتعرض لأبحاث القراءة والكلام حيث يتمكن الفرد العادي من القراءة بسرعة 250 إلى 300 كلمة في الدقيقة وان أذن الإنسان يمكن أن تستمع الى حديث بنفس النسبة والمتعلّمون لديهم المقدرة المعرفية لأن يعالجواالكلام بنسبة تصل الى ضعف ما يتحدث به الأستاذ، فإذا كانت الحاجة الى نصف قدرة المتعلمين فقط للاستماع فإن النصف الآخر من المقدرة يمكن أن يستغل في محادثة داخلية.
وفي الوقت ذاته نجد فيه أن المتعلّمين المهتمين يظهرون انشغالاً بموضوع المحادثة ونجد أن الآخرين ينشغلون في متابعة أنماط التفكير المرتدة ويفقدون متابعة موضوع المناقشة. إن الطريق الذي يضمن سلوكاً حاضراً ونشطاً يكمن في استخدام تقنية تسمح للتفاعل ذي الاتجاهين عن بعد مع التركيز على الرؤية والسماع والعمل.

دور تقنيات المعلومات:

وفي ختام الدراسة يمكن استخلاص، ان استخدام تقنية المعلومات والاتصالات تؤثر على التربية ونظرياتها وتطبيقاتها،وكلما كان الطالب أكثر معرفة باستخدام التقنيات الحديثة، فإنه من المفترض أن يتعلم بالمقاربات المفتوحة مثل مقاربة الكفايات التي تعد، أكثر طرق استخدام تقنية المعلومات ويكون قادراً على تطويرها اكثر، حيث يرتبط التعلّم المفتوح بفكرتين مختلفتين هما التنظيم والتربية.
فالتنظيم حيث هناالتعليم «مفتوح» بمعنى إمكانية وجود المقررات الدراسية في التناول والانفتاح بالنسبة للأهداف، الوقت، المكان، المصادر، الملتقى والكفايات المراد بلوغها .
والمراقي هنا اتجاه تربوي خاص في التعليم المفتوح وفي هذا النوع من التعلّم نجدها تعتمد نظريات وطرق تدريس مثل: التعلّم التعاوني، التعلّم القائم على المشاريع، التعلّم الاستنباطي، التعلّم بالاكتشاف، التعلّم بطريقة حل المشكلة، التعلّم التكويني.
وبالتالي فمن الناحية العملية، كان وضع الفصل الدراسي يختلف وبالتالي لابد من توسيع مجال نموذج المتلقى التعليمي التقليدي يشمل المصادر الالكترونية للمعلومات، طرق الحصول على المعلومات، التعلّم عن بعد وذلك من أجل تمثيل المواقف الأكاديمية والاجتماعية لمجموعة من أجل تطوير المستوى المعرفي والتعلمي لمن ينشد حقيقة الانتماء للألفية الثالثة بامتياز وإرادة حقيقية لربح رهانات العولمة التي نتجنب فيها الهدر والتخلف في مجتمعنا المغربي والعربي .

د. المصطفى رحيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق