السلام عليكم

ارجو لكم الاستفادة و مشاركتنا باي جديد لديكم و نحن علي ثقة في اي جديد يفيدكم و يفيدنا و اتمني للجميع السعادة
مدير المدونة
طارق توفيق (مستر / طارق)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 يناير 2011

المعلم بين التجديد و التقليد

لا يختلف اثنان ما للمعلم من أدوار مهمة يقوم بها في العملية التعليمية، فهو الربان الذي يدير سفينة الفصل، وهذه السفينة إما أن تصل إلى الشاطئ دون مشكلات وبذا تكون قد حققت أهدافها، وإما أن تغرق في عباب البحر وبالتالي لم تحقق ما ذهبت إليه، وهكذا هو المعلم، فأما أن يحقق الأهداف التي خطط لها من قبله، وقبل القائمين على العملية التعليمية، وأما أن يفشل في تحقيقها. ولكي يكون هذا الربان ربانا بحق فعليه أن يكون مجددا فيما يقوم به، ومن هنا يمكن تصنيف المعلمين إلى صنفين أو نوعين، صنف مجدد وصنف تقليدي، وكل صنف من هذين الصنفين يتصف بمجموعة من الخصائص، والسمات، ولنبدأ بالصنف التقليدي. فالمعلم التقليدي هو ذلك المعلم الذي يسير حصصه جميعها بأسلوب ونمط واحد، لا فرق بين الحصة الأولى والحصة الأخيرة، والحصة التي يقدمها في الصف هذا أو الصف ذاك. إن هذا المعلم له من الحجج والأعذار لما يقوم به ما يعجز البعير عن حمله، فتارة تراه يلقي اللوم على الطلبة، وتارة أخرى على إدارة المدرسة، ومرة على المناهج وأخرى على نظام التقويم، وأحيانا على النظام التعليمي برمته. إن المشكلة في هذا المعلم هو انه ليس لديه الرغبة للتجديد، فهو يركن إلى القديم الذي آلفه منذ التخرج، وبالتالي لا يقاوم نفسه ليقبل بالجديد، فتراه يدرس نفس الصف لسنوات عديدة، وعندما يطلب منه أن يستخدم طريقة تدريس حديثة، أو توظيف التكنولوجيا الحديثة في التدريس، أو يغير الصف الذي درسه هذا العام إلى صف أخر، تجد الممانعة والتعنت وتقديم الأعذار لذلك. دعنا نقول أن هذه النوعية موجودة بكل تأكيد وهي قد تكون قليلة لكنها مؤثرة على باقي المعلمين، وخاصة المعلمين الجدد حديثي التعيين في سلك التعليم. ومما يزيد الوضع سوءا هو تساوي المعلم التقليدي والمعلم المجدد في المكافآت والتحفيز، فيعمل على نقل المعلم المجدد إلى معلم تقليدي.

لكن في المقابل نجد معلم من نوع أخر، معلم متجدد مجدد في تدريسه، يطلع على ما هو جديد من تطورات في المادة العلمية وفي طرائق التدريس وأساليب التقويم، كما أنه يوظف التكنولوجيا الحديثة في التدريس. هذا المعلم لا خوف عليه، فهو يسير في الطريق الصحيح، ومن الصفات التي يتميز بها هذا المعلم سعيه الدءوب نحو المعرفة والبحث عن ما هو جديد، كما أن صفه يتميز بالحيوية والنشاط، فهو يقلب مع طلابه الأفكار الحديثة التي تعلمها، فتراه في كل حصة بفكر وأسلوب جديد في التدريس والتقييم، كما تجد أن التكنولوجيا أخذت حيزا جيدا من تدريسه. إن هذا النوع من المعلمين تجده محبوبا لدى طلبته، فهو يكسر لديهم الروتين الذي تعودوا عليه في العديد من الحصص، كما يسعى إلى تنمية مهارات التفكير المختلفة لديهم، وينمي كذلك اتجاهاتهم الايجابية نحو المادة والمدرسة، فانعم به وأكرم من معلم.

إن التجديد والتطوير من سمات عصرنا الحالي الذي يتميز بسرعة التغيير والتطوير في شتى مناحي الحياة، ومنها العملية التعليمية-التعلمية. لذا كان لزاما على معلمي اليوم من تغيير في أفكارهم وتطوير في رؤاهم نحو العملية التعلمية، فالطالب إذا لم يشعر أن الشخص الذي يقف أمامه يلقي عليه الدرس من النوع المتجدد المجدد المطلع القادر على جذب انتباهه للحصة، فانه لن يلتفت إلى ما يقوله، وسيكون هذا المعلم مدعاة للضحك والاستهزاء والسخرية من قبل طلابه. أما إذا كان عكس ذلك، فستجد الكل يحب حضور حصة الأستاذ الفلاني، لأنه قادر على أن يقنع طلبته بما يقول ويفعل.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هي الطرق والوسائل التي تمكن المعلم من أن يصبح معلما مجددا بدلا من معلم تقليدي؟ في الحقيقة توجد أساليب عديدة لذلك، لكن في المقام الأول لابد أن تكون هناك قناعة حقيقة لدى المعلم بان التجديد في الحياة وفي العملية التدريسية أمرا لابد منه، بعدها لابد من مقاومة النفس والتغلب على الهواء والعقبات التي يضعها المعلم على نفسه بأنه غير قادر على التجديد ولا يمتلك الإمكانات لذلك، وأنه سيشق عليه إذا انتقل من سلم التقليد إلى سلم التجديد. بعد ذلك كله يبدأ هذا المعلم في البحث في عالم المعرفة عن كل ما هو جديد وحديث في مادته العلمية وفي مادته التربوية. وفي هذا الخصوص فان ما توفره وسائل الاتصال الحديثة من سبل ووسائل، ما يعين هذا المعلم في الحصول على ما يريد، فالانترنت والمكتبات الالكترونية وغيرها وسائل مناسبة وجيدة للحصول على المعرفة. كما أن حضور المؤتمرات والندوات وورش العمل، والاطلاع على الكتب الحديثة في التدريس من الأساليب التي تساعد المعلم على التطوير والتحديث.

هكذا يكون التطوير والتجديد مهم في الحقل التربوي، وهذه دعوة صريحة لكل معلم يقرأ هذه الكلمات أن لا يتردد في أن يغير من أسلوب عمله في التدريس، وان يسأل نفسه هل أنا تقليدي أم تجديدي في تدريسي، ومن خلال إجابته لهذا السؤال ينطلق إلى الخطوة التالية، فإما الانتقال إلى سلم التجديد إذا كان من التقليديين، وأما أن يستمر في تجديده ويطوره للأحسن إذا كان من المجددين،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق