السلام عليكم

ارجو لكم الاستفادة و مشاركتنا باي جديد لديكم و نحن علي ثقة في اي جديد يفيدكم و يفيدنا و اتمني للجميع السعادة
مدير المدونة
طارق توفيق (مستر / طارق)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 يناير 2011

الإعلام التربوي وبعض المفاهيم

لما كانت المعالجة العلمية لأي موضوع تقتضي العناية بتحديد مسميات الألفاظ والمفاهيم المستخدمة فيه، ولكون مشكلة التعريفات تبرز دائماً لتفرض نفسها بإلحاح، لذا فإنه من الضروري قبل البدء في تعريف الإعلام التربوي، أن نبدأ بتحديد التعريفات أو المفاهيم التي قد تتداخل معه، وهي: الاتصال التربوي، و الإعلام التعليمي، و التربية الإعلامية، والتجديد التربوي، ونظم المعلومات التربوية، وصولاً إلى تعريف الإعلام التربوي.

1. الإعلام التعليمي:
لم يضع التربويون ـ بشكل قاطع ـ حدوداً فاصلة بين كلمتي : التربية Education ، و التعليم Instruction ، فكثيراً ما تترجم الكلمة الأولى إلى العربية مرة بالتربية و مرة بالتعليم، كما أن الكلمة الثانية تترجم أحياناً بالتدريس .
غير أن إجماعاً - غير منظم - يكاد ينعقد بين التربويين على أن كلمة التربية أوسع مدى و أكثر دلالة على ما يتصل بالسلوك و تقويمه، في حين ينحصر مفهوم التعليم على علاقة محدودة بين طرفين بهدف إيصال قدر معين من المعلومات أو المهارات، و يؤيد هذا الرأي بعض أساتذة التربية حيث يشترطون أن يكون السلوك المراد تعلمه، أو التغير المراد إحداثه في السلوك مرغوباً فيه حتى يسمى تربية، وعلى ضوء ما سبق يمكن التوصل إلى أن التعليم نمط مؤسسي من أنماط التربية يتم داخل مؤسسات رسمية، بينما تتم التربية داخل تلك المؤسسات و خارجها، فالأسرة، والأندية، ووسائل الإعلام، ودور العبادة، وغيرها، هي مؤسسات اجتماعية يكتسب الفرد من خلالها كثيراً من مكونات شخصيته و ثقافته.
و تأسيساً على هذا الفهم يمكن حصر الإعلام التعليمي في " الصحف و المجلات التي تصدر متجهة إلى المعلمين و الطلاب و غيرهم من عناصر العملية التعليمية مضافاً إلى ذلك البرامج التعليمية المسموعة و المرئية ."

2.الاتصال التربوي:
يعتبر الاتصال التربوي أحد القضايا التي يثيرها الإعلام التربوي من منطلق التداخل بين كلمتي: إعلام Information ، واتصال Communication ، حيث أن الكثير من الباحثين لا يميزون بشكل جلي بينهما، فالمقصود بالاتصال هو" عملية تفاعلية يتم من خلالها القيام بنقل المعلومات والأنباء والرسائل الشفوية والمكتوبة بقصد التأثير على السلوك البشري وتعديله"، ويتميز عن الإعلام في أنه يأخذ أشكالاً عدة : كالاتصال الذاتي، والاتصال الشخصي، والاتصال الجمعي، والاتصال الجماهيري، كما أن عملية الاتصال تجعل كلاً من المستقبل والمرسل يشتركان معاً في رسالة واحدة، مما يعني أن رجع الصدى يشكل عنصراً هاماً من عناصر عملية الاتصال . ويعرف الاتصال التربوي - في ميدان الإدارة المدرسية- على أنه " نقل للأفكار والمعلومات التربوية و التعليمية بصفة خاصة، من الناظر أو مدير المدرسة إلى المعلم و العكس، أو من الناظر أو المدير إلى مجموعة من المعلمين، أو من مجموعة من المعلمين إلى مجموعة أخرى، سواءً بالأسلوب الكتابي أو الشفهي، أو بوسائل أخرى مختلفة بحيث يتحقق الفهم المتبادل بين أسرة المدرسة، و ينتج عنه اقتناع من جانب المتصل به مما يؤدي إلى وحدة الهدف و الجهود، بحيث تتحقق في النهاية أهداف المدرسة و فلسفتها التربوية و التعليمية
و يهدف الاتصال التربوي إلى التحكم في سلوك الفرد عن طريق تنظيم بيئته، ومسألة التحكم في سلوك الأفراد تأخذ منحيين من مناحي البحث و المناقشة، أولهما : منحى فلسفي، يبحث و يناقش مدى سلامة تحديد سلوك الأفراد و التحكم فيه مع كفالة حريتهم الشخصية و حقهم في اتخاذ القرارات، و المنحى الثاني:علمي، يبحث و يناقش إمكانية توصل العلم إلى درجة التحكم في سلوك الأفراد في ظل تعقد وتشابك العوامل المؤثرة فيه، والتي تجعل التنبؤ الدقيق بهذا السلوك صعباً إن لم يكن مستحيلاً في الوقت الحاضر .

3.التربية الإعلامية:
وهي "عملية تهدف إلى تعليم الطلاب و تدريبهم على التعامل مع محتوى الإعلام في الانتقاء والإدراك، و تجنب الآثار السلبية، والاستفادة من الآثار الإيجابية، بحيث يتحرر الفرد من الانبهار بالتكنولوجيا، و يكون أكثر إيجابية و ترفعاً عن منطق السهولة، و أكثر وعياً و مسؤولية في انتقاء منتجات العملية الإعلامية."

4. التجديد التربوي :
ويقصد به "ابتداع أو اكتشاف بدائل جديدة لنظام التعليم القائم، وتلبية حاجات المجتمع الذي يوجد فيه، والإسهام في تطويره."
وهو مصطلح حديث نسبياً ، لم تعرفه كتب التربية إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، وتعتبر الكتابات الصادرة عن اليونسكو هي أول من تطرق إليه، وقد دعا إلى ظهور هذا المصطلح ما واجه التربية الحديثة من تحديات تمثلت في: الإنفجارالمعرفي الهائل، والزيادة السكانية المطردة، وازدياد معدل أوقات الفراغ .

5. نظم المعلومات التربوية :
ويقصد بها أجهزة جمع المعلومات ونشرها مثل: المكتبات، و دور المحفوظات، وأجهزة التوثيق و الإحصاء و التصنيف، حيث شهد العالم تطوراً ملموساً في إخضاع المعلومات للكمبيوتر، وابتكار أساليب جديدة للإفادة من تلك المعلومات، وذلك نتيجةً للانفجار المعرفي الهائل الذي يعتبر سمة العصر الذي نعيشه .

مفهوم الإعلام التربوي
الإعلام التربوي مصطلح جديد نسبياً ، ظهر في أواخر السبعينات عندما استخدمته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، للدلالة على التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها، وذلك أثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عام 1977م .
ومع التطور التقني الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام في العقود الثلاثة الأخيرة، والذي تمثل في إلغاء الحواجز الزمنية والمكانية من خلال تقنية البث الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية، تطور مفهوم الإعلام التربوي، وامتد ليشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة، المتمثلة في السعي لتحقيق الأهداف العامة للتربية في المجتمع، والالتزام بالقيم الأخلاقية، ويعزى هذا التطور للأسباب التالية :
1. تطور مفهوم التربية الذي أصبح أوسع مدىً، وأكثر دلالة فيما يتصل بالسلوك وتقويمه، والنظرة إلى التربية على أنها عملية شاملة ومستدامة، وتحررها من قيود النمط المؤسسي الرسمي .
2. انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتنامي قدرتها على جذب مستقبل الرسالة الإعلامية، وبالتالي قدرتها على القيام بدور تربوي مواز لما تقوم به المؤسسة التربوية الرسمية.
3. تسرب بعض القيم السلبية، والعادات الدخيلة على ثقافة المجتمعات، وتحديداً في البلدان النامية تحت غطاء حرية الإعلام .

تعريف الإعلام التربوي:
لا يوجد تعريف محدد للإعلام التربوي يحظى بإجماع بين الباحثين، بل إن هناك بون شاسع بين مدلولات تلك التعريفات، وربما يعود ذلك إلى حداثة الأبحاث في مجال الإعلام التربوي، واتساع هذا المفهوم، وتداخله في كثير من مجالات الأنشطة والعلاقات الإنسانية، و تباين وجهات نظر ومذاهب الباحثين فيه .
ويعرف الباحث الإعلام التربوي بأنه: " كل ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة من رسائل إعلامية ملتزمة، تسعى للقيام بوظائف التربية في المجتمع، من نقل للتراث الثقافي، وغرس لمشاعر الانتماء للوطن، بحيث تتمكن مختلف فئات المجتمع من إدراك المفاهيم، واكتساب المهارات، والتزود بالخبرات، وتنمية الاتجاهات، وتعديل السلوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق