السلام عليكم

ارجو لكم الاستفادة و مشاركتنا باي جديد لديكم و نحن علي ثقة في اي جديد يفيدكم و يفيدنا و اتمني للجميع السعادة
مدير المدونة
طارق توفيق (مستر / طارق)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 15 يناير 2011

التنمية المهنية المطلوبة للمعلمين في القرن الحادي والعشرين

رغم إختلاف أنماط وبرامج التنمية المهنية للمعلمين بدرجة كبيرة من حيث المحتوى والشكل إلاَّ أنها تشترك مع بعضها البعض فى الهدف العام الذى تسعى إلى تحقيقها وهو تعديل الممارسات المهنية للمعلم والمفاهيم الخاصة بالعاملين بالمدرسة نحو غاية مقصودة بقصد تحسين وتنمية تعليم الطالب. ومن ثم فإن أحد أهداف التنمية المهنية هو إحداث التغييرات التى توصى بها الهيئات والسلطات التعليمية (ميخائيل فولان، أندى هارجريفز، 1999، ص60)(30) &.

ومن الأهداف الأخرى لعملية التنمية المهنية للمعلمين هو إحداث تغييرات لحل مشكلة دراسية يتطلب حلها إجراء تعديل فى البرنامج التعليمى، وهنا تؤدى التنمية المهنية دورها فى مساعدة المعلمين على تنفيذ ذلك التعديل. كما تسهم التنمية المهنية للمعلمين فى حل مشكلة تعليمية على مستوى الفصل الواحد، وفى هذه الحالة يقوم المعلم بعمل برنامج للمساعدة فى حل هذه المشكلة، وهذه المساعدة تأخذ أشكالاً عديدة بدءاً من المناقشات غير الرسمية مع معلم آخر إلى الإنضمام لبرنامج رسمى للدراسة. وهناك هدف آخر لعملية التنمية المهنية للمعلمين وهو الرغبة فى الترقى إلى درجة أو وظيفة أخرى أعلى، وتقوم الإدارات التعليمية المشرفة على التعليم بوضع البرامج الخاصة للمعلمين المؤهلين لشغل هذه الوظائف (ميخائيل فولان، أندى هارجريفز، 1999، ص61)(30).

وقد أوصت دراسة (ميخائيل فولان، أندى هارجريفز، 1999، ص64)(30) بأن تكون اتجاهات الإشراف والتوجيه التربوى فى إطار الإجراءات التى تتخذ لتطوير أداء المعلم، إلى جانب الإهتمام بتوسيع مجالات الملاحظة لأداء المعلم وألا تقتصر هذه الملاحظة على الأداء داخل الفصل بل تمتد لتشمل كل ما يتعلق بطبيعة مهنة التدريس والنمو المهنى، إلى جانب مشاركة الزملاء فى عمليات التقويم وتدعيم استقلالية المعلم وتنمية التفكير الإبداعى لديه.

كما أوضحت دراسة (كارو أوكاموتو، 1999، ص86)(22) أن هناك ثلاثة عوامل حاسمة تضمن جودة التعليم قبل الجامعى وهى المنهج التعليمى والمعلمين وإدارة المدرسة. ومن بين هذه العوامل الثلاثة الهامة يأتى تدريب المعلم فى اليابان وخاصة تلك البرامج التدريبية التى تنفذ بعض التعيين على أساس التدريب أثناء العمل، حيث ينبغى على جميع المعلمين الجدد فى المدارس المحلية العامة والمدارس القومية أن ينخرطوا فى برنامج تدريبى يستغرق عاماً تحت إشراف المعلمين الأوائل فى المدارس نفسها، ويقدم جزء من هذا البرنامج فى المراكز التعليمية بالولايات أو المقاطعات هناك.

ويقوم هذا النوع من التعليم على استخدام عدة أوساط تعليمية متكاملة معاً تكاملاً جيداً، كالمهارات المطبوعة وأشرطة التسجيل السمعية والنظم العصرية والاتصال عبر الأقمار الصناعية. ويستخدم التليفزيون التعليمى Instructional Television كأحد الأوساط التعليمية فى التدريس، وتوفر بعض الجامعات شبكات بث تليفزيونى مغلق، فى حين أن بعضها الآخر قد يرتبط بشبكات بث خارج الجامعة. ويعتبر التليفزيون التعليمى وسيطاً تعليمياً فعالاً إذا ما احسن إعداد برامجه، حيث يمكن أن يقدم التليفزيون التعليمى خبرات تعليمية ناجحة (إتحاد الجامعات العربية، 1998، ص ص 119-120)(3).

وإذا كان انتشار نظم التعليم المفتوح والتعليم عن بعد قد أوجد تحدياً يحتم التنمية المهنية للمعلمين لتطوير قدراتهم على المشاركة فى هذه النظم، فإن هذه النظم، فى الوقت نفسه، تحمل معها الاستجابة لهذا التحدى، ويؤكد ذلك وجود اتجاه متصاعد فى السنوات الأخيرة لتحقيق التنمية المهنية للمعلمين باستخدام نظم التعليم المفتوح والتعليم عن بعد، فنظم التعليم المفتوح والتعليم عن بعد تعتبر من أفضل النظم لتحقيق التنمية المهنية للمعلمين وتطوير مهاراتهم التدريسية، ليس فقط من أجل العمل مع طلاب التعليم المفتوح والتعليم عن بعد ولكن أيضاً لتطوير مهارات التدريس المطلوبة داخل حجرات الدراسة التقليدية ذاتها.

وفى هذا السياق توجد عدة خيارات مثل تقديم حلقات بحث لاستكشاف إمكانات التعليم المفتوح والتعليم عن بعد، وعقد ورش عمل قصيرة وتقديم مواد تدريسية تساعد على التعلم بالمشاركة، وتنظيم مائدة مستديرة للمساعدة على التعلم من الرفاق ويتم إذاعتها ونشرها بمختلف الوسائل التكنولوجية بأماكن أخرى، كما يمكن من خلالها تقديم تنمية مهنية للمعلمين على المستوى القومى فى مجالات مثل التكنولوجيا وتطبيقاتها فى التدريس، والمناهج والخدمات التعليمية، وتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة، والإدارة، والتخطيط، فهى كلها برامج ذات شعبية واسعة لكل المعلمين فى مراحل التعليم قبل الجامعى، وهذا يحفز التخطيط لتقديم مثل هذه البرامج على مستويات تدريب محلية واقليمية، وهى فرصة للتخطيط والتعاون بين المعلمين، مما يساعد على زيادة مهارات التعليم عن بعد وإكساب فلسفة وقيم واتجاهات التعليم المفتوح والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا بوسائلها المتعددة (نجوى جمال الدين، 1999م، ص34)(32).

وقد خلصت إحدى الدراسات إلى أن القرن الحادى والعشرين هو قرن التقدم العلمى والتكنولوجى المذهل فى كافة المجالات الصناعية المتفوقة والإنتاج المتميز، كما أنه قرناً مليئاً بالمتغيرات التى تحتاج إلى مواطنين مهرة قادرين على مواجهة هذا التقدم وتلك المتغيرات، مواطنين يمتلكون قدرات عقلية عليا مكتسبين لمهارات تكنولوجية متقدمة وممتلئين بوجدانيات إيجابية وإنتمائية لوطنهم وقوميتهم وإنسانيتهم وقيمها الرفيعة. أى أنه لن يكون هناك تقدم بدون هؤلاء المواطنين القادرين على الأخذ بأسباب العلم والتعامل مع أوجه التقدم والتعايش مع مظاهر الحياة الجديدة المليئة بالمفاجأت (ناهد عدلى شاذلى، 1999، ص189).

كما أن تطوير التعليم الأساسى فى القرن الحادى والعشرين يعتمد بشكل اساسى- كما يراه (حسين كامل بهاء الدين، 1997، ص ص 136-137)- على إعداد المعلم العصرى، المعلم الملم بعلوم المستقبل، الملم بتحديات الحاضر والمستقبل، المطلع على التطورات العلمية الحديثة فى مجال تخصصه، المعلم التربوى الذى يحسن التعامل والتصرف مع تلاميذه بطريقة تربوية سليمة، تقوم على الأسلوب العلمى الصحيح، لا على الصدفة والأهواء الشخصية، المعلم الذى يستطيع التعامل بمهارة مع تكنولوجيا العصر، خاصة تلك المستخدمة فى مجال التعليم، ليتمكن من تدريب تلاميذه على استخدامها فى الأغراض المختلفة، المعلم النشط والإيجابى، والذى يستطيع أن يشارك بإستمرار فى تطوير العملية التعليمية باقتراحاته وملاحظاته العلمية البناءة، باعتباره أحد المحاور الأساسية المشاركة فى هذه العملية.

كما بات المعلم عالماً ومفكراً، ومبدعاً، ومؤصلاً للقيم وللهوية الثقافية، ييسر طاقات التلاميذ ويعظم من قدراتهم التنافسية، ويدفعهم إلى الحوار والتفكير وإستشراف آفاق المستقبل. وهذا يعنى أن معطيات القرن الحادى والعشرين تتطلب أدواراً تربوية متجددة للمعلم لتواكب إيقاع العصر وتحديات المستقبل.

وقد خلص (حسين كامل بهاء الدين، 1997، ص ص 35-60) إلى تحديد البعد المستقبلى للتعليم الأساسى، ونحن نخطط لإعداد شبابنا لمواجهة الحياة، بحيث يكون البعد العالمى جزءاً أساسياً من تفكيرنا، بما يستتبعه ذلك من نتائج تتصل بالمناهج، وطرق التدريس، واللغة التى نستخدمها والأساليب التى نتبعها، والتخصصات التى نحتاج إليها، وأدوار المعلم التى يمارسها لتمكين أبناء الأمة من الدخول فى القرن الحادى والعشرين وهم مسلحون بلغة العصر الجديد ومفاهيمه وآلياته، بالقدر الذى يؤهلهم للتعامل الجيد مع آليات العصر، واحترام الوقت واستثماره، والقدرة على التكيف مع الظروف المحيطة.

ونحن فى بلد يعتز بجذوره، وتقاليده، وتاريخه، وحضارته، فإذا كنا جزءاً من مجتمع عالمى، فإننا- فى الوقت ذاته- يجب ألا نفقد هذه الجذور، ومن ثم يتحتم علينا التوفيق بين دواعى التقدم التكنولوجى، وضرورات الانتماء للوطن والقيم والجذور الحضارية، وبحيث تعكس مناهجنا التعليمية هذه المتطلبات بالتركيز على التاريخ والوطن، وبما يحقق الإحساس بالإنتماء، وينمى الشعور بالاعتزاز بالإنجازات التى حققها الشعب فى تاريخه الطويل، وبما يترجم الأحداث إلى دروس مستفادة وعبر تساعد الأبناء على تجنب الأخطار فى المستقبل.

كما أن التعليم ستظهر أهميته باعتباره أحد محددات إنتاجية أى دولة، لأنه يحدد إنتاجية الفرد فيها عن طريق الخبرات والقدرات التى يتسلح بها الأفراد. ومن ثم يجب العمل على تطوير التعليم بحيث يعمل على إكساب القدرات والخبرات التى تعمل على رفع إنتاجية الإنسان الفرد وإكتشاف التكنولوجيات الجديدة وأساليبها المبتكرة بما يعمل على تضييق الفجوة الحضارية بيننا وبين العالم المتقدم. فتربية الإنسان فى القرن الحادى والعشرين تحتاج إلى صيغة جديدة تؤكد على عدد من المهارات كالقدرة على التكيف والإبداع والابتكار والطلاقة والمرونة والأصالة والإتقان. واستشراف التغير والاستعداد له مرهون، فى المقام الأول، بكيفية أداء المعلم وبالمعارف والمهارات التى يمتلكها وبمدى إخلاصه لمهنة التعليم.

فهدف التعليم الأساسى فى القرن الحادى والعشرين لم يعد ببساطة الوصول إلى المستويات العليا من الإنجاز، إنما بدأ الإهتمام بإيجاد ثقافة تعلم، وبيئة تعمل على ترقية الفهم والمرونة العقلية والتى سوف ترتبط بإنجاز التلاميذ والحياة الاجتماعية المسؤولة خارج المدرسة. وأن الحصاد من ثقافة التعلم سوف يكون تفكيراً تأملياً حقيقياً. وأن التدريس يعتبر عاملاً له دور حيوى سوف يلعبه لإحداث التغير الناجح.

ويستطيع المعلمون الأكفاء الذين يستخدمون مداخل جيدة ويعملون فى بيئة صحيحة أن يدفعوا العملية التعليمية إلى المزيد من التفكير المؤثر وتقدم التعلم، فهم يستطيعون إحداث نجاح حقيقى. ولقيام المعلمين بدورهم فى مساعدة المجتمع للترحيب بالمستقبل، فلابد أن تتبدل كل من نماذج المناهج الدراسية وطرق التدريس حتى يتم مساعدة التلاميذ على أن يلاحظون بنقد، ويحللون، ويفسرون، ويكتشفون مدىً كبيراً جديداً من المعانى. فنحن نحتاج إلى معلمين وتلاميذ يمكنهم تعلم توجيه أسئلة ذات مغزى وهذا مع المراقبة الذاتية، والتعبير عن أفكارهم الخاصة، والقدرة على التخطيط المستقبلى (دنيس آدمز، ومارى هام، 1999، ص38).

وهكذا فمن أجل استثمار طاقات تلاميذ التعليم الأساسى فى الأنشطة التربوية، وتعويدهم العمل التعاونى، والانتماء إلى الوطن، وغرس السلوكيات الحميدة، لابد من تغيير النظام التعليمى القائم على معلمين، تعلموا وتخرجوا فى ظل نظام تعليمى كان المفترض فيه أن المعلم هو القائد والمسيطر، والملقن، وحافظ النظام فى الفصل، وقائد المسيرة التعليمية، إلى نظام تعليمى آخر يسمح بالديمقراطية، ويشجع التعددية والاختلاف، ويدعو للحوار، ويطلق طاقات المتعلمين من التلاميذ والطلاب، ويأخذ بأيديهم، ويضعهم على الطريق ليكتسبوا وليتعلموا وليبحثوا، وليحصلوا بأنفسهم على مكتسبات العلم الحديث. وهذا يعنى أن دور المعلم فى هذا النظام التعليمى أصبح دوراً مختلفاً تماماً عن ذى قبل، حيث أصبح دور المعلم هو القائد الذى ترتكز مهمته الأساسية على إطلاق قدرات الفريق الذى يقوده فى المدرسة (حسين كامل بهاء الدين، 1997، ص100).

كما يقوم المعلمون بتعليم التلاميذ كيف يفكرون، ويجب عليهم قبل ذلك أن يتعلموا كيف يدرسون التفكير للتلاميذ بنفس الأسلوب الذى يتدربون به، وحتى يستطيع المعلم إكتساب الثقة فى تدريس التفكير مثل إكتسابه للكفايات التدريسية توجد عدة مبادئ - أوضحها (روبرت مارزانو) فى بحثه (دور معلم الفصل فى تدريس التفكير) وهى: مساعدة المعلم على إيجاد جو داخل الفصل يدفع التلميذ إلى التفكير اليقظ، فالمواقف التى يكونها المعلم أثناء التدريس هى التى تحدث التفاعل وتؤثر فى اتجاهات التلاميذ وإدراكهم لذاتهم، كما أنها تساعد على الاستقصاء والبحث والتجريب، وتعطى الفرصة للتلاميذ على حسن الإختيار، فالمعلم هو المسئول عن إيجاد جو تعليمى جيد من خلال ورش العمل والمحتوى الذى يعمل على تنمية التفكير اليقظ لدى التلاميذ. ومساعدة المعلم على تنمية إطاره المرجعى فى التفكير بالبحث فى الأطر المعرفية السابقة. ومساعدة المعلم على تطبيق مهارات التفكير وعملياته على محتوى المناهج بما يساعد التلميذ على تزايد وتحسين المعلومات. ومساعدة المعلم على استخدام استراتيجيات التعلم التعاونى لأنها تعطى التلاميذ خبرات المشاركة الفعالة فى تحويل المعلومات والمهارات إلى عمليات. ومن المفيد أيضاً استخدام التدريس التعاونى خلال جلسات التدريب مع المعلمين أنفسهم، ومثل المشاركة بين المعلمين فى التفكير، ومشاركة المعلمين فى مجموعات لتطوير بعض الوحدات أو الدروس، والمشاركة فى العصف الذهنى مما يساعد المعلم على التفكير اليقظ ويفيده فى إجراء الملاحظات التحليلية أثناء عملية التدريس. كما يجب أن يشجع المعلم التلاميذ على التأمل المستمر، حيث يعتبر تشجيع التلاميذ على التأمل هدفاً أساسياً لتعليم التفكير، وتساعد هذه الطريقة على التفكير المنظم وتلائم حلقات البحث وتدريس المقررات داخل الفصل. (روبرت مارزانو، 2000م، ص ص 79-81).

وقد أشار كل من (دنيس آدمز ومارى هام، 1999، ص10) إلى أن المدارس الجيدة فى القرن الواحد والعشرين سوف تعلم من أجل الفهم ومساعدة التلاميذ على اخذ دور فعال فى تعليمهم وتقييم وبناء تعلم حول الثقافات المتعددة للتلاميذ، وأن زيادة القدرة على التفسير والتعاون، والتواصل الفعال هى أساساً اهتمامات تعليمية فى مدارس الغد.

وقد ذكر هذان المؤلفان مواصفات معلمى اليوم الناجحين، وابرزوا أن المعلمين الناجحين هم الذين يوفرون مناخاً كله دعم، وهذا يعنى أنهم يقومون بترتيب وإدارة الفصل كبيئة تعليمية فعالة، فالمعلم الناجح من يتقن ويستخدم العديد من الإستراتيجيات الحافزة، ويدخل إتجاهاً موجباً إلى تدريسه، ويحب ويعتنى ويعامل التلاميذ بعدالة ويتفاعل معهم بأساليب إنسانية (دنيس آدمز ومارى هام، 1999، ص11).

كما يجب أن يضمن المعلمون مهارات التفكير التأملى فى خبرات الفصل الدراسى، حيث يحتاج المعلمون أن يتساءلوا بيقظة كيف يمكنهم التدريس بصورة جيدة، ويتساءل المعلم كيف أستطيع أن أجعل التلاميذ يركزون تفكيرهم، ويصبحون على دراية بالمعلومات الجديدة، ويوجهون الأسئلة، ويسترجعون وينظمون المعلومات، ويحللون ويقدمون أفكاراً جديدة، ويلخصون، ويقومون، وكل واحدة من هذه العناصر سوف تتطلب بعض التأمل والمشاركة والعمل (دنيس آدمز ومارى هام، 1999، ص29).

إن تشجيع المعلمين لتلاميذهم على الحوار الإيجابى مع بعضهم البعض يمكن أن يساعدهم على التفكير معاً حيث أن الهدف هو فهم للمجتمع الإنسانى وتقدير للتداخل بين الخبرات الثقافية المختلفة. ومن أمثلة هذه الأنشطة إتاحة الفرص للتلاميذ حتى يكتشفوا وجهات النظر والمجالات المختلفة للمعلومات، وعقد مناظرات ومناقشات حول مسائل محل للنقاش، ويجب أن يطلب المعلم من التلاميذ العمل فى مجموعات صغيرة أو فى أزواج لتنمية مناقشة عن موضوع ثم بعد ذلك تتبادل المجموعات وجهات نظرها عن هذا الموضوع، ومن خلال ذلك يتعلم التلاميذ العمل بإبداع مع وجود الاختلافات. كما يجب تشجيع لعب الأدوار والأحداث التاريخية من قبل التلاميذ، حيث تسمح هذه الأنشطة للتلاميذ بتنمية مهارات التفكير الجدلى وتنشيط مدى واسعاً من المشاركة، والتفكير التباعدى، والمناقشة بين هؤلاء التلاميذ. وعند مناقشة المشكلات والأدبيات المختلفة يمكن للتلاميذ تعلم المحتوى، وتنمو لديهم قدرات التفسير وتزداد لديهم المفاهيم (دنيس آدمز، ومارى هام، 1999، ص34).

وفى ضوء النمو المعرفى المتسارع فقد اصبح الدور الذى يقوم به معلم التعليم الأساسى كناقل للمعرفة، ومحافظ عليها ليس له فاعلية تذكر فى ظل التراكم المعرفى، ومن ثم يجب أن يتغير الدور فى هذا المجال إلى إثراء طرق الحصول على المعرفة والبحث عنها من مصادرها المتنوعة، إلى جانب تعويد التلاميذ على كيفية إنتاج معرفة جديدة بواسطة إعمال العقل فى المعرفة المتاحة ومحاولة الاستنتاج والاستكشاف لمعارف مبتكرة.

والتعليم يهدف إلى تحقيق التعلم، والمعلم يقوم بدور المبادر والمنمى، كما يعمل على استثارة الدافعية للتعلم لدى المتعلم. ومن الأمور الهامة اليوم فى العملية التعليمية الاستعداد من التلميذ للتعليم، وعملية التعلم وخبرات التعلم، ومهارات التعلم وأساليبه، كما أن العمليات النفسية التى تحدث أثناء التعلم وشروطها يجب وضعها فى الاعتبار حتى يستطيع المعلم أن يعمل على تحقيق التوافق بين جميع العوامل المؤثرة فى التعلم. وفى ضوء ذلك يصبح التعلم هو العملية التى يتم فيها من خلال التفاعل مع البيئة، إحداث سلوك شبه دائم، أو إحداث تغير فى السلوك الحالى. والمعلم هو الذى يعد المواقف المنظمة والهادفة التى تؤدى إلى إكتساب سلوك معين، أو إحداث تعديل فى سلوك قائم (باول برونهوير، 2000م، ص ص 5-6).

كما يقوم المعلمون الأكفاء بتدعيم أشكال التفكير المختلفة والمشاركة لمساعدة التلاميذ للخروج خارج حدود خبراتهم الشخصية لبناء المعنى. وهذا يعنى أن يقوم كل من المعلمين والتلاميذ بالإنفتاح على المقترحات وأشكال التفكير، والروابط، والأشياء الغامضة التى لم يتم اختبارها مسبقاً. وهناك مؤشرات محورية يمكن للمعلمين استخدامها لكى يقرروا ما إذا كان التلاميذ يتعلمون تكوين وتطبيق معلومات جديدة، وهذه المؤشرات هى إعطاء التلاميذ الوقت الكافى للتفكير قبل أن يُطلب منهم الإجابة عن الأسئلة، والتركيز المتفاعل على اختبار مدعم لقليل من الموضوعات وليس فقط التغطية الشكلية للعديد منها. وأن يُجبر المعلم التلاميذ على أن يوضحوا ويبرروا آراءهم أكثر من تقبلهم وتدعيمه لهم دون تمييز، وأن يتيح الفرص لأن ينتج التلاميذ أفكاراً أصيلة وغير تقليدية فى الأسلوب التفاعلى (دنيس آدمز، ومارى هام، 1999، ص30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق