السلام عليكم

ارجو لكم الاستفادة و مشاركتنا باي جديد لديكم و نحن علي ثقة في اي جديد يفيدكم و يفيدنا و اتمني للجميع السعادة
مدير المدونة
طارق توفيق (مستر / طارق)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 3 يناير 2011

رعاية و اكتشاف الموهوبين

دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في اكتشاف ورعاية الموهوبين ادرك الإنسان منذ فجر الإنسانية


ان هناك فروقاً عقلية بين الأفراد منها مايصل إلى مراتب الإبداع والإختراع والحكمة والقيادة , ومنها ما ينحدر إلى مستوى الضعف والتخلف العقلي . فالناس يختلفون في الذكاء والمواهب والقدرات كما يختلفون في سماتهم الشخصية والمزاجية وفي صفاتهم الجسمية كاطوالهم واوزانهم والوان بشرتهم .
ولبيان نظرة علم النفس الحديث للموهوبين تحدثنا إلى الاستاذ حمود الدخيل المرشد الاجتماعي حيث قال ان كل ما يميز الموهوبين أن لديهم قدرات أكبر من الذكاء والتفكير والابتكار أو القدرات الخاصة الأخرى , وعن طريقهم ازدهرت الحضارة وتقدمت الانسانية فاستخدم الانسان الذرة و الفضاء ووطأت اقدامه كوكباً غير كوكبنا الذي نعيش فيه .‏
وان مفهوم الموهوب اختلف من باحث إلى آخر منهم من اطلقه على الافراد ذوي الذكاء الرفيع . ومنهم من اطلقه على ذوي القدرات الابتكارية العالية , ومنهم من يقول ان الذكاء والابتكار غير كافٍ إلا إذا ترافق مع الاستعداد والقدرة التي تجعل الفرد قادراً على ممارسة النشاط العقلي بسهولة ويسر وبأقل جهد ممكن فالاستعدادات قوى كامنة لدى الفرد ويمكن إن يتحول الاستعداد بالتدريب والخبرة والتعليم والنضج إلى قدرات فعلية والقدرات العقلية الأخرى التي يتميز بها الموهوب هي قدرات متعددة نذكر منها : القدارت اللفظية : وهي تبدو في الطلاقة اللفظية التي يستخدمها في حديثه وفي كتاباته .‏
أما القدرات الميكانيكية فهي تعتبر من القدرات العملية التي تتصل اتصالاً مباشراً بالحياة العملية الصناعية المتطورة وتدور حول التعامل مع الآلات وكيفية آدائها وادراك العلاقات بينها وبين العمل على صيانتها .‏
والموهوبون أكثر قدرة على القيام باعمالهم المدرسية وأكثر ميلاً للقراءة منذ الطفولة المبكرة وعند بدء المراهقة يظهر الموهوبون اهتمامهم بالموسوعات والمعاجم ويميلون لقراءة كتب السير والتاريخ والعلوم ...الخ وان فئة الموهوبين هي الفئة التي يجب ان يتاح لها فرص الإكتشاف المبكر وفرص الرعاية في مجال الأسرة والمجتمع وتمثل الأسرة الخلية الأولى في المجتمع الذي تبدأ فيه عملية التنشئة الاجتماعية للطفل فالأسرة هي التي تشبع حاجات الطفل وتكشف قدراته وتنمي مواهبه واستعداداته فمن الأهمية ان تتعرف الاسرة على أطفالها الموهوبين في سن مبكرة ولاشك أن هناك صعوبات تعوق هذه الاكتشافات إذ أن القدرات العقلية ومواهب الطفل لاتبدو ملموسة .‏
ومايتاح للآباء أكثر مما يتاح للمدرسة فالآباء يمكنهم ملاحظة أبنائهم عن قرب لفترة طويلة في مراحل نموهم المتعددة .‏
ويجب أن تكون نظرة الآباء لأبنائهم نظرة موضوعية بعيدة عن التحيز والمبالغة فكثيراً ما يخطئ الآباء ويعتقدون أن أبناءهم مفرطو الذكاء أو المواهب لأن الطفل تعلم المشي سريعاً وأنه بدأ في نطق الكلمات في سن مبكرة أوتعرف مع أفراد الأسرة مبكراً وقد يعتقد الآباء أن أطفالهم أكثر ذكاء وقد يستخدمون أبناءهم وسيلة لتحقيق رغباتهم اللاشعورية والتي فشلوا في تحقيقها في مراحل حياتهم المبكرة .‏
إن ذكاء الأبناء منسوب إلى ذكاء الآباء الموروث ومن ثم يكون ذكاء الأبناء مصدر فخر وزهور للآباء ولكن والمبالغة وعدم الموضوعية في تقدير مواهب الأبناء تسبب مشكلات لهم فقد تكون إمكانيات الأبناء العقلية ومواهبهم, لاتتناسب مع طموحات الأباء وآمالهم وقد ينجم عن سوء التقدير اختلال الاتزان الإنفعالي عند الأبناء وعجز في التوافق الاجتماعي .‏
وقد يحدث عكس ذلك فيتعرض الموهوبون لعدم اكتراث من الآباء وإهمال لمواهب الأبناء وقدراتهم فيقع الأبناء فريسةلفهم الآباء الخاطئ وسوء تقديرهم فبعض الأباء يتعلقون بخرافات واهية فمنهم من يرى أن هناك علاقة بين النبوغ والمرض العقلي وإن النابغين أكثر تعرضاً للأمراض النفسية والعقلية من العاديين .‏
إن قليلاً من المعرفة والفهم وقدراً من الموضوعية وعدم التحيز يمكن الأباء من تقدير مواهب أبنائهم ومستوى قدراتهم على وجه التقريب . إذ أنه ليس بامكان الاسرة التعرف على الموهوبين بتطبيق أدوات موضوعية كالمقاييس والاختبارات وعلى ذلك فالاساليب التي يستدل بها على مواهب الأبناء وإن كانت أساليب غير علمية إلا أنها يمكن أن تعطي صور تقريبية عن التفوق العقلي والصفات الشخصية والعقلية للأبناء .‏
فللموهوبين خصائص وسمات عقلية ومزاجية تميزهم عن غيرهم من العاديين كذلك يتميز الموهوبون بأنهم أكثر قدرة على الكلام وأكثر استخداماً للحصيلة اللغوية منذ الطفولة المبكرة وهم يكثرون من الأسئلة المتكررة التي تحمل مغزى ومعاني متعددة :‏
- أما الصفات الوجدانية والإجتماعية فيتميز الموهوب عن غيره من العاديين بصفات مرغوب فيها فهو أكثر تعاوناً وطاعة وأكثر تقبلاً للإرشاد والتوجيه وأكثر واقعية وتحملاً للمسؤولية وأكثر تعاوناً مع الآخرين وأكثر اتزاناً في انفعالاته .‏
- إن دور الأسرة في الرعاية هو أن توفر للإبناء الموهوبين الإمكانيات المناسبة والظروف الملائمة ومجالات التفكير والعمل حتى يمكن استغلال القدرات العقلية والمواهب الكامنة منذ وقت مبكر فيمكن للآباء باساليب بسيطة وبموارد مادية محدودة تشجيع أبنائهم في هواياتهم وكذلك باتاحة الفرصةأمامهم للتعرف على الكتب الجديدة وتشجيعهم على القراءة حتى تصبح عادة محببة إلى نفوسهم وذلك بشراء بعض الكتب الجذابة والشيقة ويجب أن تهيئ للأسرة أيضاً لأبنائها الموهوبين فرصاً لزيارة متاحف العلوم والفن ومن المهم أن يدرك الآباء أن سرعة نمو الطفل الموهوب في الجوانب الإنفعالية والاجتماعية قد لاتوازي سرعة نموه العقلي فبذلك هو أحوج ما يكون إلى الأمن والحب والتقدير والحاجات النفسية الأخرى ليتحقق له التناسق والتكامل في الشخصية .‏
والمدرسة مجتمع تربوي تعليمي يعيش فيه الطلاب ليتلقوا العلم والمعرفة وبيئة المدرسة أكثر اتساعاً وتفقداً من بيئة الأسرة والمجتمع المدرسي حلقة وسط بين المنزل والمجتمع وهي مؤسسة تربوية تعليمية يقضي فيها الطلاب كثيراً من الوقت وهي التي تزدهر بالخبرات التعليمية والاجتماعية التي تصقل مهاراتهم وخبراتهم فمن طريق المدرسة يتلقى الطلاب قواعد السلوك الاجتماعي والخلقي ويقع على عاتق المدرسة مسؤولية التعرف على الموهوبين واكتشاف مواهبهم وقدراتهم واستعداداتهم إلا أن المدرسة بوضعها الراهن قاصرة عن القيام بهذا العمل لأسباب كثيرة نذكر منها :‏
1- تكدس الفصول وازدحامها مما يجعل من الصعوبة على المدرسين والرواد الإلمام بتلاميذهم وقدراتهم وميولهم واحوالهم النفسية والاجتماعية .‏

2- حكم المعلم على تلاميذه مقتصر على نجاح التلاميذ وتفوقهم في العلوم والمناهج المدرسية وقد لا توافق هذه المناهج الدراسية هوى التلاميذ ولاتشبع ميولهم .‏
3- قصور الأساليب التي تستخدمها المدرسة وعجزها في التعرف على الموهوبين لذلك يجب على المدرسة استخدام أساليب علمية للتعرف على الموهوبين وإكتشافهم ومنها :‏
1- الاستئناس برأي المعلمين والإختصاصيين النفسيين والإجتماعيين .‏

2- نتاج الطلاب هو أفضل الأسس التي يمكن عن طريقها التعرف على الموهوبية وهذا النتاج يشمل جوانب متعددة ( كتابة القصة - قصائد الشعر- الموسيقا ...الخ ) يمثل المجتمع ومؤسساته المختلفة الوسط العام الذي يحيط بالموهوبين والذي يجب أن يتوفر فيه النجاح الملائم الذي يبرز المواهب والقدرات ويرعى الاستعدادات ويمكن تلخيص دور المجتمع بما يلي :‏

- الدولة مسؤولة عن رعاية الموهوبين بانشاء المدراس والفصول الخاصة .‏

2- الدولة المتحضرة تخصص الاعتمادات والميزانيات الوفيرة للمكتشفات العلمية .‏

3- أن تضع الدولة تخطيطاً علمياً قومياً للقياس العقلي لمستويات جميع الأفراد والجماعات .‏

4- توفير البعثات والزيارات العلمية للموهوبين إلى الدول المتحضرة التي قطعت شوطاً كبيراً في التقدم العلمي والتكنولوجي .‏

5- دور المؤسسات الإعلامية ومصادر التثقيف المتنوعة في خدمة النمو المعرفي والوجداني للموهوبين وتقديم البرامج المناسبة لهم .‏

6- تبني افتتاح المعارض للمخترعين والفنانين من الموهوبين وتقديم نتاجهم ومبتكراتهم .‏



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق