السلام عليكم

ارجو لكم الاستفادة و مشاركتنا باي جديد لديكم و نحن علي ثقة في اي جديد يفيدكم و يفيدنا و اتمني للجميع السعادة
مدير المدونة
طارق توفيق (مستر / طارق)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 30 مارس 2011

العنف في المدارس - 2

للعنف وجوه كثيرة في المدارس‏!‏


الاهرام 15/12/07

خناقات واشتباكات داخل اسوار المدارس وخارجها‏..‏ ضرب باللكمات وأحيانا بالشباشب داخل الفصول‏..‏ كرامة المدرسين في أفنية المدارس ولا أحد يتحرك‏.‏
قضية الأسبوع تدق جرس إنذار خشية انتشار العنف في المدارس وقبل ان يتحول الي ظاهرة يصعب السيطرة عليها خاصة بعد أن دخل اولياء الأمور الي حلبة العنف هم الآخرون لأخذ ما يتصورون انه حق لاولادهم بايديهم بعيدا عن القنوات الشرعية من أجل ان تتحرك الاجهزة المعنية بسرعة وقبل فوات الأوان‏.‏
لابد أن يعود الانضباط الي المدارس ويعود المدرس الي عمله كمدرس داخل الفصل لا كمدرس للدروس الخصوصية وأن تصبح الزيارات الميدانية هي الاساس في عمل السادة المسئولين بدءا من الوزير د‏.‏ يسري الجمل مرورا بوكلاء الوزارة ومديري المديريات وانتهاء بمديري الادارات والموجهين وهي الزيارات التي لم تكن تنقطع ابدا طوال أيام الدراسة فهل نبدأ التحرك ليعود الانضباط ام ان السادة المسئولين لديهم مهام أخري؟‏!‏ تعالوا نقرأ قضية هذا الأسبوع لنضع أيدينا علي سر العنف في المدارس لعل وعسي نري حلولا لتلك المشاكل قريبا‏.‏
ارتفعت نسبته منذ خمس سنوات‏:‏ عنف المدارس‏..‏ يبدأ من البيوت
‏تحقيق ‏ نادية الملاخ

حوادث العنف التي انتشرت في العديد من المدارس في السنوات الماضية هي بمثابة جرس إنذار بخطر شديد علي المجتمع‏ فهؤلاء الطلاب سوف يصبحون في المستقبل رجال المجتمع ونساءه‏ فماذا عسي أن يكون هذا المجتمع إذا كان العنف وسيلة التفاهم منذ الصغر بين الطلاب؟
عن أسباب تلك الظاهرة‏,‏ تقول الدكتورة نجوي الفوال‏,‏ رئيسة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية‏,‏ إن ظاهرة العنف في المدارس بدأت في التزايد منذ نحو‏5‏ سنوات‏ ومن أشهر الحوادث التي وقعت في تلك الفترة حادثة مدرسة المعادي الشهيرة‏ عندما تشاجر طلبة المدرسة الإعدادية وحدث شجار بينهم بالسلاح الأبيض‏ ثم توالت الحوادث ببعض المدارس الأخري بين الطلبة بعضهم وبعضا‏ وبين الطلبة والمدرسين‏ مما جعل المركز يهتم اهتماما كبيرا بدراسة تلك الظاهرة الجديدة علي المجتمع المصري‏ وإجراء العديد من البحوث الميدانية حولها‏.‏

علاقة سيئةوتضيف د‏.‏ نجوي الفوال قائلة‏:‏ وفي رأيي ان ظاهرة العنف في المدارس نتيجة سوء العلاقة بين الطالب والمدرس‏,‏ حيث أصبحت العلاقة بينهما يشوبها عدم الاحترام نتيجة ظاهرة الدروس الخصوصية‏ فأصبح التلميذ ينظر إلي معلمه علي أنه يعمل لديه‏ وأنه يدفع له مقابلا ماديا نظير تدريسه له‏ مما يجعل الطالب يشعر بأنه أقوي من المدرس‏.‏
وتواصل‏:‏ ومما ساعد أيضا علي انتشار ظاهرة العنف في المدارس‏ الزيادة السكانية الهائلة في عدد السكان‏,‏ مما أدي إلي زيادة عدد الطلاب والمدارس‏,‏ وبالتالي زيادة عدد المدرسين الذين يقومون بالعملية التعليمية والاستعانة بعدد كبير من المعلمين غير التربويين‏ حيث نجد عددا كبيرا منهم من خريجي كليات نظرية وعملية غير تربوية‏ وبالتالي يفتقدون إلي كيفية معاملة النشء في هذه المرحلة الصعبة من حياتهم‏ وهي مرحلة المراهقة‏ مما يجعل من أقل صدام بين المعلم والتلميذ مشكلة في العلاقة بينهما‏ لأنه من المعروف أن المراهقة هي المرحلة التي يختبر فيها الفتي أو الفتاة قدرتها علي التحدي والرغبة في إثبات الذات‏,‏ ويصبح علي المدرس استيعاب طاقات النشء في هذه المرحلة‏,‏ وتحويل الرغبة في إثبات الذات‏ التي تصل أحيانا إلي العنف‏ إلي طاقة خلاقة‏ لكن نتيجة عدم وجود أساس تربوي لنسبة كبيرة من المعلمين نجدهم يعجزون عن ذلك‏ ويضطرون للجوء إلي العقاب البدني‏ لأنهم ليسوا مؤهلين للعملية التربوية‏.‏
لذلك لابد من الاهتمام بإعداد المدرس إعدادا تربويا جيدا مع السيطرة علي ظاهرة الدروس الخصوصية‏.‏
هذا ما تؤكده أيضا الدكتورة جيهان ميشيل‏ اخصائية الطب النفسي‏,‏ قائلة‏:‏ لاشك في أن ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية من أهم أسباب ظاهرة العنف في المدارس نتيجة شعور الطلبة بأنهم أصحاب فضل علي المعلم‏, وأنهم مصدر رزق له‏,‏ بعد أن كان قديما يكاد يكون رسولا‏!‏
أيضا عدم الاستعانة بمدرسين تربويين سبب رئيسي في انتشار تلك الظاهرة نتيجة عدم استطاعة المعلمين غير المتخصصين في العملية التربوية معاملة النشء في هذه السن الخطيرة مع وجود العديد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية الجديدة علي المجتمع المصري التي ساعدت علي وجود خلل في العلاقة بين الطلاب والمعلمين‏.‏
إشباع الحاجاتوتضيف د‏.‏ جيهان ميشيل‏:‏ علي الرغم من صعوبة المشكلة في ظاهرها لما تسببه من تأزم في العلاقات بين الطالب والمدرس‏,‏ فإنه يمكن مواجهة تلك المشكلة بنقاط عدة أهمها إشباع احتياجات التلميذ الاقتصادية والنفسية‏,‏ لأن الإحباط الناتج عن عدم تلبية هذه الاحتياجات هو المحرك الأول لعدوانية الطفل التي تتمثل في السلوكيات العدوانية‏ وأهم هذه الاحتياجات النفسية الحاجة للحب والحنان والشعور بالأمان من خلال التشجيع المستمر من المعلم للتلميذ والتعامل معه بهدوء واهتمام وصبر‏ حتي يشعر بذاته دون الاحتياج لإثبات ذاته باللجوء للعنف‏.‏
كما يجب ملاحظة أن العقاب البدني الشديد يؤدي إلي زيادة السلوك العدواني‏ وكذلك التساهل مع المواقف‏ إذن لابد من مواجهة تصرفات الطلبة غير اللائقة بهدوء ومعاقبتهم بدون استخدام العنف ومحاولة اكتشاف احتياجاتهم المحبطة وإشباعها لعلاج السبب الرئيسي لسلوكهم هذا‏.‏
بينما يري صلاح الدين أحمد إسماعيل‏,‏ مدرس علم نفس بمدرسة الجزيرة التجريبية للغات بالزمالك‏,‏ أن السبب وراء ظاهرة العنف في المدارس ترجع إلي انهيار منظومة التعليم ككل خلال السنوات الماضية‏ نتيجة تراكم العديد من الأخطاء في العملية التعليمية التي كان من أهمها إهدار كرامة المعلم‏ بينما الآن بدأ عهد جديد يهدف إلي إعادة الهيبة إلي المدرس من الناحية الأدبية والمادية‏ مما سيكون له أثر في القضاء علي تلك الظاهرة الدخيلة علي المجتمع المصري‏.‏

الإدارة المدرسية‏..‏ علي خط المواجهةتحقيق ‏ أمل إبراهيم سعد
مواجهة ظاهرة العنف في المدارس لا تكون فقط بتطبيق القانون وفرض العقوبات‏ فالحل الأمني ليس هو الحل الوحيد المطلوب بالنسبة لمثل هذه الظواهر التي تتسم بأنها اجتماعية في المقام الأول‏..‏ ولعل الإدارة المدرسية تكون المسئول الأبرز عن هذه المواجهة عبر آليات مستحدثة وهذا يستلزم أن تكون لدينا إدارة مدرسية من طراز خاص ولها مواصفات تواكب متطلبات العصر وقدرات تمكنها من حل المشكلة جذريا‏..‏ فما هي مواصفات هذه الإدارة؟

تؤكد مني صلاح‏,‏ مديرة إحدي المدارس الحكومية ـ إعدادي بنين ـ أن عزلة بعض مديري المدارس عن الاندماج في الجو المدرسي مشكلة جسيمة‏,‏ وقد تتحول معها المدرسة إلي بؤرة للعنف بدلا من أن تكون مكانا لتربية النشء‏.‏ ومن هنا فإن الإدارة المدرسية لها دور حيوي بالغ الخطورة في الحد من هذه الظواهر السلبية من خلال فن التعامل مع الطالب في مدرسته ومن خلال تنسيق أعمال الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمدرسة ومن خلال الاهتمام برصد الحالة الاجتماعية للطلاب والتعرف علي ترتيبهم خاصة الذين يلجأون إلي العنف بين إخوتهم في الأسرة‏..‏ وتحقيق قدر من الإشباع النفسي لهؤلاء الطلاب بمزيد من الاهتمام والحوار الأبوي معهم ـ ناهيك عن عدم اللجوء إلي العنف إلي الإطلاق في الحوار معهم‏..‏ ولاشك أن الإدارة المدرسية وحدها ـ كما تضيف مني صلاح ـ غير مجدية في مواجهة العنف ولكنها مهمة جدا في السيطرة علي الموقف لمصلحة المواجهة الحقيقية لهذه الظاهرة كذلك يظهر دور تعاونها مع الأسرة فالمتابعة المستمرة من قبل الإدارة المدرسية والأسرة تؤدي حتما إلي النجاح في اتجاه الطالب إلي الحد من تصرفاته غير السوية‏.‏
أما منير فريد مدير إدارة السلام التعليمية فيري أنه بالفعل لابد من توافر مقومات شخصية وتربوية مهمة في شخصية مدير المدرسة باعتباره أهم ركائز نجاح العملية التعليمية من خلال إدارته الناجحة للمدرسة أو إخفاقه في هذه المهمة من خلال إدارة فاشلة‏..‏ ومن هنا تأتي أهمية التدريب لهم علي كيفية التصرف في المواقف الصعبة واتخاذ القرارات الصحيحة والحاسمة في الوقت المناسب‏..‏ ونحن كإدارة تعليمية نقوم بالمتابعة المستمرة للشخصيات التي تصلح للقيام بهذه المسئولية الضخمة ولعل أهم المشكلات التي تصادفنا في هذا الصدد هي قلة الشخصيات القيادية القادرة علي احتواء الأزمات خاصة كيفية التعامل مع المشكلات التي قد يسببها أولياء الأمور أنفسهم‏.‏
فريدة فرحات مدير إدارة المرج التعليمية تشير إلي أن هناك اتجاها إلي الاعتماد علي الكفاءة العالية وليس الأقدمية أو الرسوب الوظيفي في الترقيه ولدينا تجربة اثبتت نجاحها هي اختيار مدرس أول ليتولي منصب مدير إحدي المدارس الثانوية وكذلك مدرسة أولي لتولي منصب مديرة إحدي المدارس الابتدائية‏..‏ وقد تم اختيارهما لتأكيد مبدأ أن التدرج الوظيفي ليس هو القاعدة التي ينبغي الاعتماد عليها حيث إنه في كثير من الأحيان يصل إلي منصب مديري مدارس أشخاص ليسوا أكفاء وغير قادرين علي التفاعل مع الطلاب واحتواء مشكلاتهم وبالفعل فقد أثبت من اخترناهم نجاحا في الحد من العنف في المدارس من خلال التركيز علي شغل الطلاب بالمزيد من الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والرحلات والمعسكرات‏,‏ كذلك فهناك قدرة علي توزيع الأدوار داخل المدرسة بالشكل الذي يحقق الانسجام فيها ولا يؤدي إلي مشكلات من خلال التعاون فيما بين الإدارة المدرسية وهيئة التدريس وأولياء الأمور والطلبة في إطار منظومة ناجحة بحيث لا يمكنه علي الإطلاق العمل بمعزل عن هذه المنظومة‏ البعثات الداخلية
ويؤكد د‏.‏أحمد إسماعيل حجي أستاذ التربية المقارنة ومدير مشروع تطوير كليات التربية أن الإدارة المدرسية مكون رئيس وأساسي من مكونات منظومة التعليم‏,‏ وقد كانت وزارة التربية والتعليم في السنوات الماضية تسير سيرا أكثر تقدميا مما هي عليه الآن ويتمثل ذلك في أنه كان هناك نظام معمول به هو نظام البعثة الداخلية إلي كليات التربية حيث كانت الوزارة تقوم بإرسال المرشحين لشغل وظائف الإدارة المدرسية إلي كليات التربية للدراسة بها لمدة سنة وكانت الوزارة تتكفل بهذه البعثات حيث كان هؤلاء المرشحون يتلقون الأسس العلمية للإدارة والقيادة إلا أن الوزارة عدلت عن هذا النظام واعتمدت علي معيار واحد في تعيين مديري المدارس وهو الأقدمية المطلقة بالإضافة إلي التقارير والجميع يدرك أنها تقارير نمطية يحصل فيها جميع المعلمين علي درجة امتياز‏.‏ حيث إن الإدارة علم وفن في نفس الوقت وهي بمفهومها العلمي تعني تسيير وتيسير وتطوير العمل المدرسي وهي الأمور المفتقدة الآن في الكثير ممن يتولون الإدارة المدرسية‏.‏ فالإعداد العلمي لمن تتوسم فيهم هذه الإدارة أمر حيوي ومهم وإلا تحول الأمر إلي إدارة عشوائية‏.‏
ويضيف حجي أن من أهم مهام الإدارة المدرسية أن تشيع مناخا ديمقراطيا في المدرسة يعتمد علي مشاركة الجميع في الإدارة بمن فيهم المعلمون والتلاميذ في اتخاذ القرارات داخل المدرسة ووضع نظام للثواب والعقاب يتم الالتزام به وكذلك أن تكون الإدارة المدرسية نظيفة اليد تتسم بالشفافية وبالمحاسبية وإذا توافرت مثل هذه الإدارة العصرية فلا يمكن أن يكون هناك أي مظهر من مظاهر الإخلال بالنظام أو العنف داخل المدارس سواء بالتعدي علي المعلمين أو عنف بعض الطلاب والمعلمين أو التغاضي عن عدم حضور التلاميذ للمدارس بخاصة في الصفين الثاني والثالث الثانوي‏.‏
قرار وزاريأما عبدالسميع حمزة وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة فيشير إلي أن هناك محاضرات نقوم بإلقائها الآن لمديري المدارس التجريبية وبالتحديد لمديري‏140‏ مدرسة تجريبية علي مستوي محافظة القاهرة في القطاعات الأربعة بها للتوعية بكيفية التصرف واتخاذ القرارات اللازمة والحاسمة في الوقت المناسب تجاه أي تصرفات غير لائقة سواء من التلاميذ أو من أولياء الأمور لاسيما أن هناك قرارا وزاريا ينظم كيفية التصرف حيال أي سلوك مخالف من قبل الطلاب ويصل القرار إلي فصل الطالب أو الطالبة لمدة يومين أو ثلاثة أو أسبوع أو فصل نهائي وفقا لطبيعة الجرم الذي ارتكبه ويقرر ذلك مجلس إدارة المدرسة وعلي رأسه مدير المدرسة بالقطع حيث إنه هو الموجود في مسرح الأحداث والأقدر والأسرع علي اتخاذ القرار المناسب وهو المسئول عن حماية المدرسة بكل مافيها ومن فيها فالمدرسة الناجحة تعني إدارة جيدة بطبيعة الحال‏..‏
وسيلة لتأديب الطلاب‏:‏ الفكر قبل الضرب‏‏تحقيق مديحة النحراوي
ثقافة العقاب‏..‏ يبدو أنها متغلغلة في تركيبة المجتمع المصري‏ بما يجعل لها تاريخا يحرص علي استمرارها‏,‏ ما يقتضي ضرورة تغيير فكر الآباء والمدرسين الذي يميل للعقاب أكثر من الثواب‏ والهدم أكثر من البناء‏ والعنف أكثر من اللين‏..‏ مع أن هذه الأساليب أقل جدوي في التقويم والتطوير والارتقاء بالعملية التعليمية‏ والتربوية .

دراسة مقارنة لأساليب العقاب بين الأسرة والمدرسة تؤكد أنه رغم تساوي المؤسستين في عملية التنشئة الاجتماعية فإن المدرسة ليست جاذبة للطلاب وأنها تلجأ للعقاب كوسيلة بنسبة‏90%‏ من عينة المبحوثين في حين تصل إلي‏11%‏ فقط بالنسبة للأسرة الأمر الذي يطرح التساؤلات حول أساليب الثواب والعقاب‏,‏ وجدواها بين المؤسستين معا‏.‏
هناك‏11‏ وسيلة تبدأ بالضرب وتنتهي بالحرمان من الامتحان وهكذا رغم كثرتها وتعددها فإنها لم تحقق الانضباط المطلوب لإتمام العملية التعليمية وانه مطلوب تكثيف الدراسات النفسية والاجتماعية والقانونية لتعميق دراسة الأسباب وبمشاركة التلاميذ أنفسهم لإيجاد مناخ أكفأ من الثواب والعقاب لإتمام العملية التعليمية‏.‏
الدراسة عنوانها عقاب الأبناء بين الأسرة والمدرسة‏,‏ وقد أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمزيد من الدراسات المتعمقة للعقاب المدرسي من متخصصين في التربية وعلم النفس والاجتماع والقانون لأن العقاب يستعمل بشكل متكرر كنوع من الردع لضبط النظام دون أن يحققه‏.‏
وقد أكد‏91%‏ من عينة الدراسة أنهم يلجأون إلي ممارسة العقاب‏,‏ وفي سؤال آخر للعينة‏:‏ ماذا تعمل مع الطلاب الخارجين عن قواعد الانضباط؟
أوضحت النتائج ما يلي‏:‏ استدعاء ولي الأمر‏(67%),‏ الضرب‏(42.4%),‏ الفصل من المدرسة‏(26.5%),‏ الرفت‏(26%),‏ الطرد من الحصة‏(18%),‏ التوبيخ‏(17%),‏ التذنيب‏(16%),‏ اللوم والعتاب من المشرف‏(9%),‏ التعنيف‏(6%),‏ التهديد‏(5.9%),‏ والحرمان من الامتحان‏(2.5%).‏
وأوضحت الدراسة ـ التي شارك فيها فريق بحثي برئاسة الدكتورة سميحة نصر رئيس قسم الجريمة بالمركز ـ أن العقاب مرتبط بفكرة النظام وبقاء الطلاب تحت إشراف محكم ومتلازم مع فكرة إنشاء المدارس وأنه بتعدد الطرق كأدوات مناسبة بما يمكن الإدارة من تحقيق النظام والانضباط بمواجهة السلوكيات المخلة للطلاب في ذلك‏.‏
وهناك اقتحام المدرسة عبر السور دون الأبواب‏,‏ والمجيء المتأخر‏,‏ وعدم حضور المدرس بالرغم من الوجود علي أرض المدرسة‏ ورفض الالتزام بالقواعد واتباعها‏ والتمرد واللامبالاة‏ وأعمال التلويث والخربشة‏ وتناول الكحوليات والمخدرات‏ وحمل السكاكين والمطاوي‏ والاعتداءات اللفظية والجسمانية علي أعضاء هيئة التدريس‏.‏
وبالرغم من الصعوبة التي يعانيها المدرسون من ضبط الحصص بما يساعدهم علي التفاعل بينهم وبين الطلاب لتوصيل المنهج الدراسي لراغبيه من الطلاب الملتزمين فإنهم أيضا يواجهون صعوبة أكثر لعدم وجود الوقت الكافي والموازنة بين العمليتين وبالتالي طالبت الدراسة بمشاركة التلاميذ أنفسهم في إبداء الرأي ووضع القواعد لمحاربة هذه السلطة‏.‏
المدرسة‏..‏ والبيتوأوضحت الدراسة أن ثمة فارقا كبيرا بين لجوء الأسرة إلي العقاب كوسيلة للضبط وبين لجوء المدرسة لهذا العقاب إذ بلغت نسبة الطلاب الذين أكدوا لجوء الأسرة لذلك‏11.2%‏ بينما نجد أن هناك‏90.7%‏ من الطلاب أكدوا أن المدرسة تلجأ للعقاب‏,‏ وبالرغم من تساوي المؤسستين في عملية التنشئة الاجتماعية فإن الاختلاف يرجع إلي أن الطلاب أكثر ارتباطا بالأسرة وإن المدرسة تمثل مكانا للتعليم والتحصيل فحسب وليست مكانا جاذبا وهو ما يحتاج لدراسات لكيفية تصور الطفل المدرسة‏,‏ ولأي مدي يجب أن يرتبط بها‏,‏ وما الذي ينفره منها ويجذبه إليها‏,‏ وأن ذلك يرتبط بقدرة المتعلم علي التمييز بين مواقف الثواب والعقاب ولسوء الحظ فإن الكبار هم الذين يسهمون في جعل هذا التمييز صعبا‏!‏
فروق جغرافيةالدراسة توضح تباين الفروق بين المحافظات حيث بلغت النسبة في محافظة المنيا‏94%‏ تليها محافظة سوهاج بنسبة‏93%‏ فطلاب محافظة المنوفية‏91%‏ فالشرقية والبحيرة بنسبة‏90%‏ بينما القاهرة‏89%.‏
ويتناسب العقاب عكسيا مع السن إذ أوضحت الدراسة أن طلاب الإعدادي كانوا أكثر تأكيدا لممارسة المدرسة إياه مع طلاب الخارجين عن قواعد الانضباط بنسبة‏94%‏ يليهم طلاب الثانوي الفني بنسبة‏91%‏ ثم طلاب الثانوي العام بنسبة‏87%,‏ وهي نتيجة تبدو منطقية مع صغر السن وانخفاض المستوي التعليمي‏.‏
كما أظهرت الدراسة عدم وجود فروق جوهرية بين نمطي التعليم الخاص والحكومي في العقاب إلا أن هناك ميلا لدي الطلاب منخفضي المستوي الاجتماعي والاقتصادي لتحسين إدراكهم لأساليب التعامل والتفاعل داخل المدرسة‏,‏ حيث أكدت عينة من منخفضي المستوي الاقتصادي والاجتماعي استخدام العقاب بنسبة‏94%‏ وتلاهم متوسطو المستوي بنسبة‏91%‏ ثم مرتفعو المستوي بنسبة‏87%‏ ويرد الباحثون ذلك لسبب ثان هو أن تدني مستوي تعليم الوالدين منعكس علي المدرسة‏.‏
وبعكس التوقعات المطروحة فإن القاهرة الكبري بزحامها وضجيجها هي الأشد قسوة في العقاب إذ أفرزت الدراسة نتيجة عكسية حيث يتربع الريف علي قاعدة الهرم يليه ريف الوجه البحري فريف القبلي ثم حضر الوجه البحري فالقبلي ثم تأتي علي قمة الهرم المحافظات الحضرية‏.‏
وترجع الدراسة ذلك لسيادة الثقافة التقليدية حيث إن المدرسين لا يفصلون أنفسهم عن ثقافة الريف الذي ولدوا ويعملون به رغم تعليمهم وتدريبهم‏,‏ وأن هذه القضية بذاتها تحتاج للدراسة ولإعادة تأهيل هؤلاء كمدرسين‏.‏
البنت غير الولد‏!‏
أظهرت الدراسة أيضا فروقا في أساليب العقاب الموجهة للإناث والذكور في كل من الأسرة والمدرسة إذ ترتبط صورة الذكور بالخشونة والقوة والرفض وبالتالي فإن أسلوب الضرب والرفت لهم مثل نسبة‏50%‏ و‏28%‏ بينما قل في الإناث إلي‏34%‏ و‏24%.‏

بينما ارتفع أسلوب التوبيخ واللوم والعتاب من المشرف بنسبة‏19%,‏ و‏10%‏ للبنات وقل بنسبة‏15%‏ و‏8%‏ للذكور وتكرس هذه النتيجة صورة الذكور المرتبطة بالخشونة والقوة والرفض‏.‏
وتؤكد الدراسة أن تكرار العقاب البدني للذكور يؤدي إلي تولد عنف قد يؤدي إلي انحراف في البلوغ‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق