السلام عليكم

ارجو لكم الاستفادة و مشاركتنا باي جديد لديكم و نحن علي ثقة في اي جديد يفيدكم و يفيدنا و اتمني للجميع السعادة
مدير المدونة
طارق توفيق (مستر / طارق)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 4 ديسمبر 2010

تنمية الابداع عند طلابنا

تنمية الإبداع عند طلابنا  
عبد الرحمن محمد الخوجا                                    مرشد ومحاضر تربوي
        يعتبر الإبداع Creativity أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعين يلعبون دورا مهما وفعالا في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية.
  إن الفرد المبدع يعتبر ثروة وطنية، جوهرة نفيسة، يجب البحث عنها والحفاظ عليها، لما يمكن أن يسهم فيه من تقدم وازدهار حضاري.
مفهوم الإبداع في اللغة
إن تناول موضوع الإبداع في قاموس اللغة العربية واسع جدا ، ليس من السهل حصرة في فقرة قصيرة ، ولكن سوف أسهب في التعريف للتسهيل والتوضيح . " بدع " : البديع : المُبْتدع ُ، وهو من أسْماءِ الله الحُسنَى، لإبداعهِ الأشْياء وإحداثه إيّاها، وهو البديعُ الأوَّل قْبل كل شيءٍ .
تعريف الإبداع 
يمكن تعريف الإبداع انه " الخروج عن المألوف "، والإبداع بالمفهوم التربوي عملية تساعد المتعلم على أن يصبح أكثر حساسية للمشكلات وجوانب النقص والثغرات في المعلومات واختلال الانسجام وما شاكل ذلك،
           والإبداع أيضا هو القدرة على التفكير للتوصل إلى إنتاج متنوع وجديد يمكن تنفيذه، سواء في مجال العلوم أو الفنون أو غيرها من مجالات الحياة المختلفة،
ويعرف الإبداع أيضا على انه استجابة جديدة مختلفة وغير متوقعة لموقف ما، يحوى طلاقة التفكير وتنوع الاستجابات للمثير، ومرونة التفكير والأصالة أي الأداء الذكي المميز، والتفصيل، أي إضافة معلومات موسعة وتفصيلية إلى الأفكار الرئيسية(الخطيب و الحديدي ، 1997 ).
علاقة الإبداع بالذكاء :
     تضارب الآراء بين العلماء والباحثين حول العلاقة ما بين الإبداع والذكاء، فمنهم من يرى أن القدرة على الإبداع مستقلة استقلالاً نسبيا عن الذكاء، في حين يرى فريق آخر، أن هناك علاقة بين الإبداع والذكاء، أما الفريق الثالث فيرى أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء بل وتشكل جانبا ً من جوانبه
         ويوجد اتفاق شبه عام بين الباحثين من أجل تحقيق نتاجات إبداعية عالية لا بد من توافر حد أدنى من الذكاء يختلف من مجال إلى أخر في مجالات النشاط، العلمي أو التربوي أو الفني وغيرة، هذا وعندما يتجاوز الذكاء حدا ً معينا ً ليس من الضروري أن يقود ذلك الذكاء إلى نمو في الإبداع، فالحد الأدنى الذي يتطلبه الإبداع العلمي مثلا ً وفق ما يراه بعض الباحثين يعادل نسبة ذكاء ( 110 – 120 ) درجة، أما الحد الأدنى للذكاء المطلوب في الإبداع الفني ( 95 – 100 ) درجة ، ويبين لنا هذا ورغم التباين في درجات الذكاء من مجال إلى آخر ضرورة توفر عنصر الذكاء، كمطلب أساسي للاكتشافات والاختراعات العلمية والثقافية والفنية .
  مستويات التفكير الإبداعي :
         يرى " تايلور" فكرة مهمة حول التفكير الإبداعي، وهي فكرة مستويات الابتكار، ففي رأيه أن الإبداع يختلف في العمق وليس في النوع، ومن غير الصائب التمييز بين الإبداع العلمي والإبداع الفني مثلا لأنه يتعدى حدود المحتوى، وما يهمنا من مقترحات " تايلور " أنه يحدد خمسة مستويات للتفكير الإبداعي وهي:
1. مستوى الإبداعية التعبيرية، وذلك كما تتمثل في الرسوم التلقائية للأطفال وهو أكثر المستويات أساسية ويعد ضروريا لظهور المستويات التالية جميعا ويتمثل في التعبير عن المستقبل دون حاجة إلى المهارة أو الأصالة أو نوعية الإنتاج.
2. مستوى الإبداع الإنتاجي، حيث يظهر الميل لتقييد النشاط الحر التلقائي وضبطه وتحسين أسلوب الأداء في ضوء قواعد معينة.
3. مستوى الإبداع الاختراعي، وأهم خصائص هذا المستوى الاختراع والاكتشاف اللذان يتضمنان المرونة في إدراك علاقات جديدة وغير عادية بين الأجزاء التي كانت منفصلة من قبل، كأن يعبر المبتكر بإنتاجه عن طريقة جديدة لإدراك المثيرات.
4. مستوى الإبداع التجديدي أو الاستحداثي،  ويتطلب تعديلا مهما في الأسس أو المبادئ العامة التي تحكم ميدانا كليا في الفن أو العلم أو الأدب.
5. مستوى الإبداعية المنبثقة، وفي هذا المستوى نجد مبدأ أو افتراضا جديدا تماما ينبثق عند المستوى الأكثر أساسية والأكثر تجريدا، حيث يتطلب هذا النوع من مستويات الابداع إلي فكر أصيل وتنوع في الأفكار المطروحة
كيفية تنمية الإبداع ؟
     يمكننا أن ننمي لدى طلابنا في المدارس من المرحلة الابتدائية على التفكير الإبداعي من خلال توفر المعلم المبدع أولا ومن خلال المادة الدراسية الحديثة والحيوية، غير التقليدية ثانيا، مع الاهتمام بتوفير جميع الظروف البيئية الداعمة لذلك
    وفي سبيل تطوير واقع العملية التربوية، التي تسمح بنمو الإبداع لدى طلابنا نقترح التالي  :-
- العمل على تنمية جميع جوانب الشخصية بكل مستوياتها بشكل كلي ومتكامل، دون التركيز على جانب دون أو أكثر من جانب آخر.
-         تقديم مقررات دراسية تنمي الخيال والاكتشاف، وتتطلب وضع الافتراضات ، فتصبح الكتب وسيلة لتنشيط الذهن، وإثارة للبحث والتجريب،. 
-         عدم تقديم معلومات جاهزة مكدسة بين صفحات الكتب، فيتعود الطالب الحفظ دون فهم ونقاش، ومن ثم يتعود عدم الفهم والحفظ !!، فتتعطل العقول عن التفكير والإبداع ،
 -         طرح قضايا داعمة للمنهاج الدراسي من اجل تنمية التفكير وملكة الإبداع
-         طرح أسئلة احتمالية مثل : ماذا يحدث لو توقفت حركة المواصلات ؟ ماذا يحدث لو حجبت أشعة الشمس عن كوكبنا الأرضي ؟ ماذا يحدث لو تحولت الغابات إلى صحراء كبرى ؟ ، غير ذلك ...
-         تغيير صور الامتحانات من أسئلة تقيس التذكر (مثل :ما هي – عدد – اذكر – عرف ... وغيرها ) إلى أسئلة تحتاج من الطالب إجابة مفتوحة تثير التفكير وتحترم عقلية المتعلم
-         عرض قائمة كلمات من المنهاج الدراسي، ويتم تدريب الطلاب على كتابة كل ما يخطر في ذهنهم حول كل كلمة.
-         التفكير الجانبي ( الأفقي )، هو البحث عن بدائل وطرق واقتراحات وآراء  كثيرة قبل اتخاذ القرار
-         استخدام طريقة لعب الدور Role Play"" "أي مفهوم " لتكن شخصا آخر " تعتبر من الطرق الفردية للتدريب على الإبداع
-  طريقة العصف الذهني" Brainstorming " وهي الطريقة التي ابتكرها  "أوزبورن " عام 1953، ومن بعده بارنز Parnes)  (وشاعت بعد ذلك شيوعا عظيما. ورغم أنها طريقة للتدريب الجماعي إلا أنها تصلح للتدريب الفردي أيضا. ويجب أن يتوافر في الجلسة الشروط الأربعة الآتية.
أ. استبعاد أي نوع من الحكم أو النقد أو التقويم في بداية الجلسة، فإحساس الفرد بأن افكارة ستكون موضعاً للنقد منذ ظهورها يكون عاملا كافيا ً للامتناع عن إصدار أفكار أخرى ! .
ب. تشجيع التداعي الحر الطليق وتقبل جميع الاستجابات.
جـ. تأكيد كم الاستجابات، لا كيفها، فالمهم هنا كم الأفكار المطروحة في جلسات العصف الذهني ، فالكم يؤدي إلى تنوع الأفكار، وبالتالي إلى جدتها وأصالتها . 
د. مشكلات المناقشة تدور حول تحسين ظاهرة معينة أو الربط بين أطراف متعددة.
   والهدف من هذه الطريقة هو تحرير المرء من عوامل الكف التي تعوق نشاطه الإبداعي ويتمثل ذلك على وجه الخصوص في تحريره من آثار الحكم الناقض ، سواء كان يعمل بمفرده أو في جماعة
- تمرير المعلومات الدراسية عن طريق الحوار أو الجولات أو الفنون أو التمثيل أو الدراما .
-          استغلال واقع اثر القصة الهادفة المعبرة على نفوس الطلاب، ويمكننا أن نروي قصة قصيرة ومن ثم نفتح الحوار لملكة التفكير عند طلابنا للتعبير والإبداع النافع
-           ومن الطرق الحديثة والمهمة جدا ً لاكتشاف الإبداع عند طلابنا، استخدام طريقة الكتابة الإبداعية،
ومن اجل الاستمرار في إخراج باكورة الإبداع عند طلابنا الأعزاء ،  اقترح  النقاط التالية : -
- التدريب على إنتاج أفكار جديدة.
- إثارة الدافعية للبحث والاكتشاف.
- التنافس في مجال إخراج التفكير الإبداعي.
- زيادة الثقة بالنفس.
- احترام الآراء المختلفة.
- فتح النقاش الفكري ، مع توفير الجو المناسب لذلك .
- تشجيع حرية الكلام.
- تقديم الإرشاد للطلاب حول ، طرق الاستفادة من المعلومات.
- فتح صفوف خاصة للمبدعين .
- توجيه الأطفال نحو" التربية الإيمانية " في سبيل تعزيز العلاقة مع الخالق المبدع .
- أن تهتم مجلات الأطفال بالتفكير من حيث إثارة  المسائل والتمارين الذهنية.
- تشجيع وتعزيز الطالب المبدع ، أمام جميع طلاب المدرسة .
- تقدير الفكرة الإبداعية، واحترامها من قبل المدرسة والأسرة ومؤسسات الطفولة المحلية.
- عمل برامج  " دورات " توجيه وإرشاد المبدعين.
- تعليم الأطفال طرق حل المشاكل.
- تشجيع عادة المطالعة ، وتخصيص أسبوع للمطالعة الثقافية .
- الاهتمام بموضوع فهم المقروء.
- ابتكار ألعاب تنمي الذهن والتفكير لدى الطلاب.
- تعزيز علاقة الإنسان بالطبيعة  الجميلة، لما لها علاقة بالمشاهدة والمتابعة والبحث والتفكير.
- إعداد البيئة المناسبة في البيت والمدرسة للتعبير عن الأفكار الإبداعية.
- الاهتمام من قبل المربين بالتدريب الفردي للمبدعين.
- تطوير طرق التفكير وحل المشاكل .
- تطوير طرق تنمية الإبداع.
- الاهتمام بموضوع الصحة العامة "العقل السليم في الجسم السليم".
- الاهتمام بإجراء مسابقات الإبداع المحلية في الكتابة الإبداعية ، الفن ، العلوم .
 صفات الشخص المبدع  :
    يتميز الشخص المبدع بمجموعة من الخصائص والصفات... من أبرزها ما يلي:
-  درجة ذكائه أعلى من المتوسط.
-  سرعة تقدمه نحو الإجادة في العمل.
- إحساسه المتميز بالبيئة المحيطة به من حوله.
- إحساسه الصادق بالرضا والارتياح النفسي لممارسة عمله.
- قدرته على إعطاء عدد من الحلول البديلة لمشكلة ما.
-  قدرته على إقناع الآخرين.
- يعمل بكل ثقة وعزم.
- يتحدى نفسه في تحقيق الأمور الصعبة.
-           يفضل أن يتابع المسائل بنفسه، ولا يعتمد على الآخرين إلا قليلا .
- يعتبر خبرته أسمى صور الحقيقة
-  ولعه في العمل أو اللعب بالأشياء غير المحتملة أو غير المتوقعة.
-  تعبيره عن الكيفية التي يرى بها العالم من حوله يتصف بالصدق والأمانة.
-  رصيده من المعلومات أعلى من رصيد الشخص العادي.
-  اهتمامه بتوظيف المعلومات أهم من اهتمامه بالمعلومات ذاتها.
-  اهتمامه بالمعاني الواسعة والعلاقات القائمة بين الأشياء أكبر من اهتمام العاديين.
-  رغبته الصادقة في الاستفادة من إمكانياته الادراكية والمعرفية والتعبيرية.
-  سماته الشخصية متميزة ومن أبرز هذه الصفات ما يلي:
تقبل التعقيد - ارتفاع مستوى الغموض - انخفاض مستوى القلق - عدم الخوف من الوقوع في الخطأ - تفضيل الاستجابات الجديدة - روح الدعابة والمرح - الانفتاح الذهني - سعة الخيال - الاجتهاد والنظام - الشعور بالتحدي في مواجهة الأمور الصعبة - الميل إلى التعبير عن العدوان والعنف
خصائص التفكير الإبداعي:
من اجل أن يكون هناك تفكير إبداعي ، فلا بد من توفر مجموعة من الخصائص للتفكير الإبداعي أهمها :
- أصيل: أي قادر على إنتاج الجديد من الأفكار والأشياء.
- مرن: أي قادر على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة.
-  مفيد ونافع: أي قابل للتطبيق والانتقال.
- حساس للمشكلات: أي قادر على رؤية وإيجاد حلول مختلفة لها وقادر على ملاحظة النواقص والتناقضات في البيئة.
 - خلق تراكيب جديدة من عناصر قديمة.
- يتحسس طريقه في جميع خطوات عمله فالإحساس هو الوسيلة الأولى في إدراك العمليات والعلاقات.
- يفتح المفكر نفسه للعالم فيصير أكثر قربا إلى ما يحيط به من أشياء فيجعل من عالمه الخارجي وحدة متكاملة مع عالمه الداخلي.
- يفتح المفكر نفسه للعامل الداخلي فتندمج بذلك أحداثه الماضية مع الحاضرة والمستقبلة بأسلوب طبيعي غير متكلف
خـاتـمـة  :
كم يمكن لنا أن نضع  توصيات حول أهمية  الإبداع، وطرق تنميته ؟! وما هي في المقابل  الظروف الصعبة التي تمنع من تحقيق الإبداع و تقدم طلابنا ؟،،، و كم تكون حجم الخسارة في حال الإهمال والتقصير من جانبنا إذا كنا نعلم أن بيننا طلابا أذكياء مبدعين،  ولا ندري أين هم، وفي حال وجودهم لا نعلم كيفية التعامل معهم ؟! وكم تكون الفاجعة إذا كنا نعلم أن طالبا ما مبدعا ، ونحاول أن نحبطه أو نتجاهله تحت عنوان " طالب كثير الغلبة "؟! 0
المراجع
*  الخطيب ، جمال ، الحديدي ، منى .( 1997 ) ،المدخل إلى التربية الخاصة ،مكتبة الفلاح ، عمان ، الأردن .
* الكيلاني،نجيب .( 1996) ، أدب الأطفال في ضوء الإسلام ،ط4، مؤسسة الرسالة، بيروت .
*  الماضي ، رشدي  ،( 1999 ) " مشروع الإبداع كنموذج قائم للتربية إزاء التربية البديلة في جهاز التعليم العربي " ، الاولاد وابناء الشبيبة العرب في اسرائيل من الوضع القائم نحو جدول أعمال مستقبلي ، جوينت ، معهد بروكديل ، مركز الأولاد والشبيبة -  القدس.
* جابر، جابر عبد الحميد. (1982 ) سيكولوجية التعلم، ط6، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر.
      



      نقلها الاستاذ / طارق توفيق عبد العزيز
    مشرف وحدة التدريب والجودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق